Site icon IMLebanon

الصورة غير واضحة حكوميًا… والاستشارات لم تُحدد بعد

كتبت صحيفة “اللواء”:

 

ضخت دوائر بعبدا، أمس الثلثاء، معلومات تتعلق بأمرين: الأوّل يتعلق باستبعاد تعويم الحكومة المستقيلة، التي تصرف حالياً ‏الأعمال.. والثاني يتصل بأن الرئيس وانطلاقاً من صلاحياته، يستعد لحسم امره، وتحديد مواعيد الاستشارات الملزمة، ‏وربما يتجه إليه لإجراء مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية، مع العلم ان “داتا المعلومات” متوفرة من جولة ‏المشاورات الماضية، وأن الكتل ما زالت هي هي، والوقائع هي هي.. وبالتالي فلا جديد تحت شمس الأجوبة، وفقا ‏لمصادر نيابية متابعة‎.‎

لكن مصادر سياسية كشفت ان كل ما يقال عن التحضير للدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد ‏للحكومة ليس صحيحا، بل يهدف الى محاولة التغطية عن عجز الرئاسة الاولى المناط بها دستوريا تحديد موعد ‏الاستشارات واستقطاع الوقت دون جدوى، تارة من خلال القول بوجوب حصول توافق مسبق على اسم الرئيس الذي ‏سيكلف وتارة اخرى بالتفاهم على شكل وتركيبة الحكومة، وكل ذلك مخالف لنص الدستور ولا يبرر التاخير المتواصل ‏بالدعوة للاستشارات فيما البلاد تغرق الى قعر الهاوية‎.‎

وتساءلت المصادر ان الرئيس عون أو من يروج لهذه المبررات من المقربين، يحاول تلافي او تغطية أقدام الامين ‏العام لحزب الله ورئيس المجلس النيابي في التعطيل المتعمد للمبادرة الفرنسية وإغلاق الابواب امامها نهائيا ورهن ‏لبنان بأنتظار صفقة ايرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مايعني عمليا استحالة تأليف حكومة انقاذية واصلاحية ‏مطلوبة وابقاء الأزمة الحكومية مفتوحة على مصراعيها إلى ما شاء الله. لان قيام حكومة محاصصة سياسية يروح لها ‏في الاعلام تحت شعارات واهية، لن يكتب لها النجاح لانها لن تعبر عن تطلعات الداخل ولا تحوز على ثقة المجتمع ‏الدولي للمباشرة بالقيام بالاصلاحات المطلوبة واستقطاب الاموال والمساعدات، وستكون نسخة جديدة عن حكومة ‏حسان دياب وتودي بالبلاد الى مزيد من الازمات والمهالك‎.‎

ولفتت المصادر الى عدم حدوث اي إتصالات بين الاطراف السياسيين بعد اعتذار مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة ‏وقالت ان تعطيل المبادرة مايزال يلقي بتداعياته ولا سيما بين داعمي المبادرة ومعطيها وتكاد تكون هناك قطيعة كاملة ‏بالاتصالات بين هذه الأطراف مايزيد في صعوبة البحث في تحريك فعلي لعملية تشكيل الحكومة الجديدة‎.‎

ولم تنف المصادر المباشرة بالتشاور داخل الكتل فيما بين نوابها لاستقراء تداعيات وموجبات التعاطي مع الدعوة ‏للاستشارات الملزمه في حال حدوثها لاتخاذ موقف منها، اعتبرت انه من السابق لأوانه تحديد مواقف مسبقة من الآن ‏أو الخوض في الأسماء المطروحة وعند تحديد المواعيد يتخذ الموقف المناسب منها، وكررت أن اي استشارات ‏تتجاهل مرتكزات وموجبات المبادرة الفرنسية لن تكون مؤاتية لتشكيل حكومة انقاذ حقيقية تلبي متطلبات المرحلة ‏الحالية الصعبة والمعقدة‎.‎

بدورها، تحدثت أوساط قريبة من بعبدا لـ”اللواء” عن أن لا صورة واضحة بشأن الملف الحكومي يمكن البناء عليها ‏على الرغم من التأكيد الرئاسي على ضرورة تحريكه من خلال اتصالات سياسية. وفهم من المصادر نفسها ان لا ‏مبادرات جديدة ولا حتى لقاءات معنية تحصل كما ان مواقف الأفرقاء لم تظهر ولا اسماء مطروحة مرشحة لتولي ‏رئاسة الحكومة‎.‎

واشارت المصادر الى انه لا بمكن القول ان هناك حركة حكومية جديدة انما سعي من مكان ما ومن هنا ليس مستبعدا ‏ان تكون لرئيس الجمهورية جولة من الاتصالات يقوم بها قبيل دعوته الى الأستشارات النيابية الملزمة في اقرب وقت ‏ممكن وربما نهاية الأسبوع الجاري او مطلع الأسبوع المقبل كما اوردت اللواء اول من امس‎.‎

الى ذلك افادت ان موقف رؤساء الحكومات السابقين لم يتضح بعد ولوحظ ان الرئيس سعد الحريري مبتعد وقال إنه ‏ليس معنيا بأي معادلة، وقالت انه لا بد من انتظار بعض الوقت ريثما تنجلي بعض المواقف‎.‎

ومع ذلك، من المفترض ان يُحرّك رئيس الجمهورية المياه الحكومية الراكدة هذين اليومين في حركة مشاورات ‏وصفت بالسريعة لبحث إمكان التوافق على التكليف والتأليف قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف ‏رئيس للحكومة، والمرتقب حسب مصادر رسمية الاسبوع المقبل. وسط غموض حول آلية التسمية، وهل تعود الى ‏اقتراح اسماء من رؤساء الحكومات السابقين ام تُترَك العملية للآلية الدستورية حسب تسميات الكتل النيابية، فيما ‏تسربت معلومات عن احتمال تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وعن رفض تكليفه من قبل بعض القوى السياسية، لكن كل ‏هذا يبقى في مدار التكهنات والاستنتاجات لا المؤكد. بينما اعلنت مصادرحزب الله ان كلمة الامين العام للحزب السيد ‏حسن نصر الله مساء اليوم ستكون دينية يركز فيها على معاني شهادة الامام الحسين وقد لا يتطرق الى الوضعين ‏السياسي والحكومي‎.‎