Site icon IMLebanon

هل يمكن للتكنولوجيا المستقبلية قرصنة دماغ الإنسان؟

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

قد يصبح المجرمون الإلكترونيّون في المستقبل قادرين على استغلال الأجهزة العصبية التي تزرع داخل جسم الإنسان التي بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة، لسرقة الذكريات البشرية أو التجسّس عليها أو تغييرها أو التحكّم فيها.

يواكب التقدّم في المحفّزات العصبية والتعمّق في فَهم الكيفية التي يعمل بها الدماغ في بناء الذكريات وتخزينها، ما من شأنه أن يخلق مزيداً من فرص الاستغلال أمام المهاجمين الإلكترونيين.

في هذا السياق، يعتبر الكثير من العلماء أنّ أكثر التهديدات تطرّفاً لا تبعد عن البشر أكثر من بضع سنوات، لأنّ التقنيات الأساسية موجودة حالياً في الواقع لكنها ما تزال قيد التطوير، وهي على شكل أجهزة تحفيز عميق للدماغ. ويبحث العلماء في كيفية إنشاء الذكريات في الدماغ وطُرق استهدافها واستعادتها وتحسينها باستخدام أجهزة قابلة للزرع في جسم الإنسان. ومع ذلك، تبقى الثغرات موجودة في البرمجيات والأجهزة المتصلة، وينبغي معالجتها بغية الاستعداد للتهديدات القادمة.

تسجيل إشارات الدماغ

يتوقّع العلماء أن يصبحوا قادرين في غضون 5 سنوات على تسجيل إشارات الدماغ الإلكترونية التي تبني الذكريات، ومن ثم تعزيزها أو حتى إعادة كتابتها، قبل إعادتها إلى الدماغ. وبعد عقد من الآن، يمكن أن تظهر في السوق أولى الغَرسات التجارية التي تعزّز الذاكرة، وخلال 20 عاماً أو نحوها، قد تتطوّر التقنية بما يكفي للسماح بالتحكّم في الذكريات تحكّماً كبيراً.

المحفّزات العصبية

جمعَ العلماء بين التحليلات العملية والنظرية لاستكشاف الثغرات الراهنة في الغَرسات المستخدمة للتحفيز العميق للدماغ. وترسل هذه الأجهزة، التي تُعرف باسم «الغَرسات المولّدة للنبض» أو «المحفّزات العصبية»، نبضات كهربائية إلى أهداف محددة في الدماغ لعلاج اضطرابات مثل مرض باركنسون، والرعاش مجهول السبب، والاكتئاب الشديد، والوسواس القهري. ويأتي أحدث جيل من هذه الغرسات مزوّداً ببرمجية إدارة لاستخدام كلّ من الأطباء والمرضى، يمكن تركيبها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويعتمد الاتصال بينهما على بروتوكول بلوتوث القياسي.

مخاطر محتملة

وجد العلماء عدداً من سيناريوهات المخاطر القائمة والمحتملة، التي يمكن للمهاجمين استغلالها، وأكدوا أنّ نقل البيانات غير الآمن أو غير المُشفّر بين الغرسة والبرمجية المشغّلة لها وأية شبكة مرتبطة، يمكن أن يؤدي إلى التلاعب الخبيث بغَرسة أو حتى بمجموعة كاملة من الغَرسات المزروعة في عدد من المرضى. وقد يؤدي هذا التلاعب إلى تغيير في الإعدادات، ما يسبّب الألم أو الشلل أو سرقة البيانات الشخصية الخاصة والسرية للمرضى.

كذلك، يمكن أن تؤدي تلك التطورات إلى نشوء تهديدات جديدة تتضمّن التلاعب بمجموعات من الأفراد من خلال زرع ذكريات معنية تتعلق بأحداث سياسية ونزاعاتٍ ما، أو مَسحها، في حين يمكن أن تستهدف التهديدات الإلكترونية فرصاً جديدة للتجسس الإلكتروني أو سرقة الذكريات أو حذفها، أو حتى حبسها في سبيل الحصول على فدية مالية لِفك أسرها.