كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
بسبب العزل المنزلي، أصبح كثير من الأطفال يدخلون إلى عالم الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، ويمضون ساعات طوال أمام الشبكة العنكبوتية من دون وعي أو رقابة، ما يجعلهم عرضة لمخاطر قد تضعهم في مشاكل كبيرة.
صدر تقرير نُشر مؤخراً حول التحقيقات التي أجريت على أجهزة الكمبيوتر المستخدمة من قبل الأطفال، وأظهَر أنّ الأطفال حول العالم يقومون في الوقت الحاضر بتبادل وتشغيل والدخول إلى المحتوى الرقمي الخاص بالكبار عن طريق أجهزة الكمبيوتر بوتيرة أكثر ممّا كان عليه الحال قبل عام مَضَى، وأنهم يتصفّحون مواقع إلكترونية تحتوي على معلومات تتعلق بالممنوعات بشكل أكبر. والسبب يعود إلى سهولة وصول الأطفال في أي وقت وإلى أي محتوى من دون حسيب أو رقيب، بسبب العزلة المنزلية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا. فأصبحوا يقضون وقتاً كبيراً في استخدام الكمبيوتر وتصفّح الإنترنت، خاصة بين الحصص الدراسية التي تجرى حالياً «online».
محتوى غير لائق
عرض التقرير إحصاءات عشوائية مجهولة المصدر مُستخلصة من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» وأجهزة «ماك» المجهّزة بوحدة الرقابة الأبوية النشطة، تبيّن عدد مرات الدخول أو محاولات الدخول إلى المواقع الإلكترونية التي تتضمن محتوى يحتمل أن يكون غير لائق أو مؤذياً ويندرج تحت المحتوى الخاص بالكبار. وأشار التقرير الى أنّ الأطفال قاموا بتصَفّح مواقع التواصل عبر الإنترنت، مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع التراسل أو رسائل البريد الإلكتروني في 61 % من الحالات، بحيث بلغت نسبة زيارة المواقع الإلكترونية الخاصة بالكبار 1.2 %، بينما شكّل تَصفّح مواقع الإنترنت التي تحتوي على معلومات تتعلق بالمخدرات والكحول والتبغ نسبة 14 %. وأوضح التقرير ارتفاع حجم الاهتمام بالمواقع الإلكترونية التي تحتوي على برمجيات ومحتوى مسموع ومرئي بنسبة 6 %. وأكد أنّ هناك تحولاً كبيراً في أنشطة الأطفال على الإنترنت، بحيث أصبحوا حالياً يستخدمون أجهزة الكمبيوتر لتصفّح المواقع الإلكترونية بدلاً من الأجهزة المتنقلة، الأمر الذي سَهّل مشاهدة المحتوى على الشاشات الأكبر حجماً.
دور الأهل
وشدّد التقرير على دور الرقابة الأبويّة لحماية الأطفال من التهديدات الإلكترونية، وحجب المواقع أو التطبيقات ذات المحتوى غير اللائق. واستخدام التطبيقات التي تتيح للآباء معرفة ما يفعله أطفالهم أو ما يشاهدونه أو ما يبحثون عنه أثناء تواجدهم على الإنترنت عبر كافة الأجهزة، بما في ذلك أجهزة الهواتف المتنقلة، والحصول كذلك على نصائح مفيدة حول كيفية مساعدة أطفالهم على اتّباع سلوك آمِن وسليم على الإنترنت.
بسبب العزل المنزلي، أصبح كثير من الأطفال يدخلون إلى عالم الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، ويمضون ساعات طوال أمام الشبكة العنكبوتية من دون وعي أو رقابة، ما يجعلهم عرضة لمخاطر قد تضعهم في مشاكل كبيرة.