Site icon IMLebanon

ماكرون لم يعدّل مبادرته.. وباسيل دعا الحريري الى التزام حدوده!

بموازاة الحركة الحكومية التي تجدّدت “حريرياً” منذ أيام، يبدو أن المبادرة الفرنسية انتقلت من ضفّة الى أخرى، بنسبة معيّنة.

فبعدما كان التركيز على بنود المبادرة الفرنسية هو الأساس في أيلول الفائت، تحوّل الإنتباه في الوقت الراهن الى الانشغال بنقاط أخرى، ليس أقلّها نتائج تقلّبات علاقات الرئيس سعد الحريري مع مختلف الكتل النيابية والشخصيات السياسية، وذلك رغم أن لا شيء يؤكّد أنه سيكون الرئيس المكلَّف بتشكيل الحكومة الجديدة، حتى الساعة.

فالحريري نقل النّقاش الحكومي من تحميل جهة واحدة، هي “الثنائي الشيعي”، مسؤولية الفشَل الحكومي، بسبب تمسّك هذا الفريق بحقيبة المالية، وبتسمية الوزراء الشيعة، كما حصل قبل أسابيع، الى إظهار أن عدم الإتّفاق على إسمه كرئيس للحكومة الجديدة هو مسؤولية سياسية جماعية ومشتركة بين معظم الأطراف الداخلية، لا سيّما أن أكثر المتشابكين سياسياً يلتقون على عدم الحماسة لتكليفه (الحريري).

رحّب مصدر قريب من “التيار الوطني الحرّ”، بـ”أي حوار وتواصُل بين المكونات اللبنانية، وتحديداً مع تيار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري. إنما في الوقت عينه نعتبر أن جولات وفد الكتلة (“المستقبل”) على الأطراف السياسية يجب ألا يتمّ وضعها خارج سياقها المحلي”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “المبادرة الفرنسية هي بالنسبة لنا، الأساس، ونحن ملتزمون بها نصّاً وروحاً. وما يطرحه الحريري حول أن يكون هو رئيس حكومة الإختصاصيين، لا ينسجم لا شكلاً ولا مضموناً مع تلك المبادرة، التي نصّت بوضوح على حكومة اختصاصيين برئيسها ووزرائها”.

وردّاً على سؤال حول أن الحريري بحَراكه الحكومي، نقل النقاش الى مكان آخر، بطريقة تكشف كل أفرقاء الداخل تقريباً، وتضعهم في واجهة إما القبول بتكليفه أو إنهم سيُعتَبرون مُعرقلين للحلّ الحكومي، أجاب المصدر:”لا أبداً. فلا أحد عيّنه وصياً على الداخل أو مفوضاً سامياً فرنسياً. المبادرة الفرنسية طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون، ووجّهها الى المتحاورين حول طاولة قصر الصنوبر كقوى سياسية لبنانية متساوية”.

وأضاف: “ماكرون انتقد بخطابه في 27 أيلول الفائت، الحريري و”الثنائي الشيعي” بالإسم. وبالتالي، لا يُمكنه (الحريري) أن يتصرّف على أساس أنه وصيّ علينا، إذ لم ينتدبه أحد لهذا الدّور”.

وتساءل المصدر: “هل ان الحريري تبلّغ من الفرنسيين بأنهم عدّلوا مبادرتهم، حتى بات يحجز لنفسه هذا الدور المتقدّم؟ في حال حصل هذا الأمر، فليصارحنا لنبني على الشيء مقتضاه، وإلا فليُبقِ الأمور في نصابها الحقيقي”.

وقال: “الحقيقة الوحيدة هي أن الفرنسيين لم يُدخلوا تعديلات إليها حتى الساعة، وهو ما يعني أن رئيس الحكومة العتيد، وفق المبادرة، يجب أن يكون من الاختصاصيين، أي ليس سياسياً أو حزبياً. والأمر نفسه ينسحب على مجموع الوزراء. وكفانا لغواً وتذاكٍ”.

وختم: “أما إذا كان الحريري يرغب بتوليفة من خارج المبادرة الفرنسية، تقوم على حكومة سياسية أو تكنو – سياسية، فهذه مسألة لها قواعدها، ونحن جاهزون للنقاش فيها. ولكن ما يقوم به حالياً لا يُعبّر عن أمانة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، وهو تحريف عن مسارها الحقيقي”.