Site icon IMLebanon

ماريو عون: إما يغيّر الحريري استراتيجيته تجاهنا أو يعتذر

بسلاح الميثاقية الذي يستحضر في كل المعارك الكبيرة، منيت المبادرة الفرنسية، كما تحرك الرئيس سعد الحريري، عن طريق وفد تيار “المستقبل الثلاثي”، بضربة قاسية تمثلت في تأجيل الاستشارات النيابية أسبوعًا كاملًا “بناء على طلب بعض الكتل”، كما جاء في بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية.

وإذا كان بديهيا ألا تسمي بعبدا الأشياء بأسمائها، فإن قراءة سياسية سريعة لما سجله المشهد الحكومي في الأيام والساعات الماضية كفيلة بالمساهمة في تحديد بعض المسؤوليات. مساء الثلثاء الماضي، قبل أقل من 24 ساعة من اللقاء بين تيار “المستقبل”، والتيار العوني، شن النائب جبران باسيل هجوما عنيفا طالت شظاياه المبادرة الفرنسية نفسها، كما الحريري، “السياسي الراغب في ترؤس حكومة اختصاصيين”، وهو ما أكد المؤكد: لن يعود الحريري إلى السراي بدعم برتقالي. بدورها، أعلنت “القوات اللبنانية” بوضوح أنها لن تؤيد الحريري، للمرة الثانية على التوالي. من خلال قراريهما، سحب باسيل وجعجع الغطاء المسيحي عن الحريري، مع العلم أن في المرة السابقة، لم يطح غياب الميثاقية المسيحية عن الرئيس حسان دياب فرصة تسميته. على أي حال، استبق الحريري هذه القرارات بتأمين أصوات كتلة تيار “المردة” والتكتل الوطني، محاولا بذلك ملء فراغ ثنائي تفاهم معراب. لكن عون، فضل التماهي مع موقف “التيار”، فقذف الاستحقاق أسبوعًا لن يغير في شيء موقف ميرنا الشالوحي. حتى إن بعض العونيين الممتعضين من طريقة تعامل الحريري مع “التيار”، يدعونه إلى العزوف عن مهمة التأليف، ما لم يبادر إلى تغيير استراتيجيته.

وفي السياق، أكد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون لـ “المركزية” أن التيار “الوطني الحر” لم يعطل مسار الاستشارات. كل ما في الأمر أن الطريقة التي تعامل بها الحريري مع الملف الحكومي ومعنا تضرب بعرض الحائط كل الأصول المتعارف عليها. بدليل أنه طرح نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة، وأجرى مفاوضات ومشاورات من خارج الدستور”.

وشدد على “أننا غالبا ما قدمنا التنازلات لكن لا يمكن أن يتنازل أحد عن كرامته ودوره”، منبها إلى أن “تكتل “لبنان القوي” ليس كتلة صغيرة، بل الكتلة الأكبر. ويجب أن يؤخذ برأيه على المستويات كلها: العددي والسياسي والميثاقي”.

وأكد “أننا نحترم قرار رئيس الجمهورية القاضي بتأجيل الاستشارات”، مشيرا إلى أن “الوضع الراهن في البلاد يحتاج إلى التوافق على حكومة استثنائية من دون إبقاء أي فريق خارجها، ونحن قلنا أمس إن ما يجري لا يلبي طموحاتنا في هذا المجال”.

وردا على الكلام عن أن أصوات “القوات” و”التيار” لم تصب لمصلحة دياب، إلا أن ذلك لم يمنع تكليفه تشكيل حكومة عادت واستقالت، أوضح أن “حكومة دياب كانت حكومة أكثرية. و”مش لازم نتخبى ورا إصبعنا”، ولم تكن حكومة وحدة وطنية، لذلك لم يشعر أفرقاء 14 آذار (القوات والمستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي) بأنهم معنيون بها. لكن الأمور اليوم تختلف لأن الوضع يتطلب عدم إبقاء أي فريق خارج الحكومة العتيدة”.

وإذ أعلن أن الأسبوع الفاصل عن الموعد الجديد للاستشارات لن يغير موقف “التيار”، حض عون الحريري على “تغيير استراتيجيته تجاهنا، وإلا فليعتذر عن المهمة”.