كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
تؤدي الاتجاهات التقنية دوراً كبيراً في مساعدتنا على التأقلم والتكيف مع التحديات العديدة التي تواجهنا بسبب انتشار جائحة كورونا، بدءاً من العمل من المنزل وصولاً للقواعد الجديدة حول كيفية الالتقاء والتفاعل في الأماكن العامة.
ستكون التكنولوجيا القوة الدافعة في إدارة التغيير التي حصلت في حياة البشر، وستساعد في استعادة الحياة الطبيعية، أو شبه الطبيعية. فلا يمكن لأحد أن يَتخايل ما كان قد حصل في ظروف مشابهة لانتشار جائحة كورونا، في غياب التقدم التكنولوجي في عالم الإتصالات؟
الذكاء الاصطناعي
يعدّ الذكاء الاصطناعي بلا شك أحد أكبر الاتجاهات التقنية في الوقت الحالي، وخلال عام 2021 سيصبح أداة أكثر قيمة لمساعدتنا في تفسير وتحليل البيانات التي يتم جمعها عن الرعاية الصحية، لمعرفة مدى نجاح الإجراءات التي تتخذ لمنع ازدياد انتشار العدوى. وستساعد هذه التقنية أيضاً في الحد وتسريع تحليل هذه البيانات لتساعد الأقسام الطبية في محاربة الجائحة من الناحية الرقمية. امّا بالنسبة للأعمال التجارية، سيكون التحدي هو فهم الأنماط المتغيّرة لسلوك العملاء. فستتحول الأنشطة البشرية عبر الإنترنت من التسوق والتواصل الاجتماعي إلى بيئات العمل الافتراضية والاجتماعات والتوظيف، وهنا أيضاً سيلعب الذكاء الإصطناعي دوراً مهماً في تسهيل هذه الأنشطة.
الروبوتات والطائرات بدون طيّار
شهدنا في السنوات الأخيرة ظهور الروبوتات في قطاعات الرعاية والمعيشة والخدمات الطبية. وستزداد أهمية هذه الروبوتات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتفاعل مع أفراد المجتمع في الأماكن الأكثر عرضة للإصابة، مثل المستشفيات.
فقد بدأت العديد من المستشفيات حول العالم باعتماد الروبوتات للقيام بفحوصات كورونا، بهدف حماية الطاقم الطبي. كذلك، يمكننا أن نتوقع استخدام الأجهزة الروبوتية لتوفير قنوات اتصال جديدة، مثل الوصول إلى المساعدة المنزلية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. في السياق عينه، سيتم استخدام الطائرات بدون طيار لتوصيل الأدوية الحيوية، ولرصد الإقبال في الأماكن العامة ومن أجل تحديد المناطق التي يوجد فيها خطر متزايد لانتقال الفيروس.
الواقع الممتد والافتراضي والمعزّز
تغطي هذه المصطلحات التكنولوجيا التي تستخدم النظارات التي تعرض الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر مباشرة في مجال رؤية المستخدم. فعندما يتم إضافة الصور فوق ما يشاهده المستخدم في العالم الحقيقي، فهو الواقع المعزّز. وعندما يتم وضع المستخدم في بيئة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر بالكامل، فهو الواقع الإفتراضي. وستساعد هذة التقنيات على مواجهة التحديات التي يفرضها كورونا على الوضع العالمي الحالي. لأنها ستسمح للاطباء على سبيل المثال، بإجراء الفحوصات والتشخيصات الطبية بشكل متزايد عن بعد، للحد من خطر الوباء. كذلك ستسمح للقطاعات الطبية الأخرى، مثل اختصاصيي البصريات بإجراء اختبارات في الواقع الافتراضي عن بعد. بالإضافة الى كل ذلك، ستستخدم أدوات الواقع الافتراضي والواقع المعزّز في التعليم عن بعد، للحد من التجمعات واحتمال انتقال العدوى، وفي التسوق الإلكتروني للمساعدة على إنقاذ الأرواح ومنع انتشار المرض.