Site icon IMLebanon

رواية تسلّح “القوات” لحرف الأنظار عن مأزومية “الحزب”

على رغم نفي “القوات اللبنانية” على لسان رئيسها سمير جعجع وعبر الدائرة الاعلامية كل ما ورد في وسائل الاعلام تحت عنوان جعجع قال لجنبلاط “لدي 15 الف مقاتل ومستعد لمواجهة حزب الله”، واعلانها انها ستقاضي كل من يروّج لهذه الاخبار، كما نفي رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ما نُقل عنه، موضحاً ان جعجع واثناء الاجتماع الدوري بينهما الذي عقد منذ عشرة ايام في دارة النائب نعمه طعمه لم يتطرق الى موضوع السلاح، غير ان الموضوع لا يزال يتفاعل في الاوساط الشعبية قبل السياسية.

ومع ان “بيك المختارة” وضع النقاط على حروف ما ادلى به لجهة قوله ان جعجع استفاد من اخطاء التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل في السياسة وبالتالي بات يعتبر نفسه الاقوى مسيحياً، غير ان اجواء الفريق الاخر، لاسيما الاعلامي منه، يستمرّ بلعب معزوفة “تسلّح معراب” وتجنيدها للمقاتلين من اجل مواجهة حزب الله كتعويض عن معاركها السياسية الخاسرة على حدّ قول ووصف الاعلام الممانع.

ولعل اللافت في هذه المعزوفة التي دأب الفريق الاخر على تردادها، وتحديداً اعلام حزب الله وجيشه الالكتروني، بحسب ما تقول اوساط معارضة لـ”المركزية”، انها تأتي في وقت يواجه هذا الفريق ضغوطاً هائلة تتراوح بين العقوبات الاميركية المفروضة عليه وعلى راعيته ايران والنقمة السائدة داخل بيئته ضد الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها وتُحمّل حزب الله جزءاً كبيراً من مسؤوليتها بسبب “تغاضيه” عن الفاسدين وسكوته عن افعالهم على حدّ تعبيرها.

وما زاد طين النقمة الشيعية بلّة ضد حزب الله، اعلان اتّفاق-اطار ترسيم الحدود مع اسرائيل من عين التينة تحديداً ما يعني موافقة “ضمنية” من حزب الله على المفاوضات بعدما كان أعلن في وقت سابق معارضته أي دور أميركي فيها (كوسيط) لارتباطها الوثيق بتل أبيب وفي وقت “يتباهى” جمهور حزب الله بانه يحمل وحيداً لواء المقاومة ضد اسرائيل. من هنا، غاب عن مشهد التعليقات الاعلامية للمحللين وكتاب السياسة التابعين للثنائي الشيعي، لاسيما حزب الله كما “انكفأ” الجيش الإلكتروني للحزب عن تناول الموضوع.

وعلى أهمية اعلان الاتّفاق الذي حظي بمتابعة اعلامية وتغطية شاملة من جانب وسائل اعلام اقليميمة وعالمية إلا أنه غاب كلّياً عن إطلالة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي وهو ما لم يكن متوقّعاً بالنظر الى “حجم” حدث الترسيم وابعاده الاستراتيجية، ولو أن كتلة الحزب النيابية أشارت في بيان الى “أن مفاوضات الترسيم لا تندرج في سياق المصالحة مع الاحتلال الإسرائيلي”.

لذلك، تضيف المصادر، اراد حزب الله “نبش خبرية” ما يُلهي بها جمهوره عن حدث الترسيم وبالتالي اشاحة انظارهم  وامتصاص نقمتهم مما يجري، فكانت رواية معراب تتسلّح وتُجهّز المقاتلين، معتبرةً “ان الغاية من مزاعم التسلّح التي نفتها “القوات” بشدة “تبرير” حزب الله ابقاء سلاحه في وجه السلاح غير الشرعي تماماً كما حصل في العراضة العسكرية في بعلبك منذ ايام بين العشائر، بعدما بدأ يستشعر بأن مفاوضات الترسيم مهما طالت ستؤدي في النهاية الى انتفاء دور سلاحه بعد حسم مسألة مزارع شبعا”.

على اي حال، اكدت اوساط قواتية لـ”المركزية” “ان اجتماع جعجع-جنبلاط يُعقد بصورة دورية بعيدا من الاضواء للتشاور في الامور السياسية عامةً واوضاع الجبل خاصة، اما ما نُشر حول 15 الف مقاتل فهو من نسج خيال من يروّج لروايات كهذه في الغرف السود لغايات واهداف مكشوفة.