أمل رئيس الجمهورية ميشال عون أن “تلعب إسبانيا دورًا مهمًا في الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية الأخرى لدعم لبنان ومساعدته في الظروف الصعبة التي يمر بها”، مؤكدًا أن “العمل قائم على تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الماثلة على مختلف الأصعدة”.
كلام عون جاء في خلال استقباله في قصر بعبدا وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية ارانكا غونزاليس لايا، التي حملها تحياته الى ملك اسبانيا فيليبي السادس والحكومة الاسبانية على الدعم الذي تلقاه لبنان من اسبانيا بعيد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، ومشاركة رئيس الوزراء الاسباني في مؤتمر “باريس” لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي انعقد بعد أيام قليلة من الانفجار، بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييرس.
وشكر رئيس الجمهورية الوزيرة الاسبانية على “المساعدات الإنسانية التي أرسلت من مدريد الى لبنان وخصوصا مشروع اصلاح مدرسة في الكرنتينا وانشاء مدرسة موقتة لأستيعاب الطلاب خلال الترميم”.
ونوه بـ”مشاركة القوات الاسبانية في عداد “اليونيفيل” في الجنوب”، لافتا الى ان “لبنان يتطلع الى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز لبيروت في تشرين الثاني المقبل”.
ورحّب بـ”دعوة اسبانيا لمؤتمر دولي في برشلونة في 27 تشرين الثاني المقبل للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاعلان برشلونة”، أملًا أن “تزداد المشاريع الإنمائية التي تمولها الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من اجل التنمية (AECID)”.
وعرض رئيس الجمهورية للوزيرة الاسبانية الأوضاع الراهنة في لبنان والأزمات التي يعاني منها، لاسيما “تلك التي بدأت بعد الحرب في سوريا من خلال نزوح نحو مليون و500 الف سوري الى لبنان والتداعيات التي تركها هذا النزوح على القطاعات اللبنانية، والتكلفة التي تكبدتها الدولة اللبنانية وقد زادت عن 45 مليار دولار”.
وقال: “إن تشكيل الحكومة سيتم خلال الأيام المقبلة، بعد توصل الافرقاء اللبنانيين الى توافق حولها، والإصلاحات الواجب اعتمادها للخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد راهنا”، مشددًا على أن “هذه الإصلاحات أساسية”.
وركّز على “دور اسبانيا وأوروبا في مساعدة لبنان من خلال الشراكة اللبنانية – الاوروبية القائمة”.
ولفت عون الى ان “عملية مكافحة الفساد من الأولويات في الوقت الحاضر، ولا بد من تشكيل حكومة مهمة تعنى بهذه الاولويات”.
وكانت الوزيرة الاسبانية نقلت الى عون في مستهل اللقاء “تحيات العاهل الاسباني الملك فيليبي السادس ورئيس الحكومة الاسبانية”، مذكرة أن “بلادها تتابع باهتمام الوضع في لبنان وهي على تواصل دائم مع الحكومة اللبنانية للتنسيق”، لافتة الى ان الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاسباني لبيروت الشهر المقبل “تندرج في اطار الرغبة في المساعدة والدعم والتعاون”.
وأعربت الوزيرة الاسبانية عن استعداد بلادها “لدعم لبنان في التوجهات الإصلاحية التي ينوي اعتمادها والتعاون مع صندوق النقد الدولي وفي أي مجال يراه لبنان للنهوض باقتصاده”، مشددة على “عمق الصداقة التي تربط بلادي بلبنان والاهتمام الدائم بتحقيق الاستقرار والأمان والرخاء فيه وتمكينه من تجاوز الظرف الصعب الذي يمر به حاليا”، مؤكدة ان “اسبانيا ستكون الى جانب لبنان وتقدم له الدعم المطلوب في كل المجالات”، داعية الى “تحقيق إصلاحات ضرورية وفق الإرادة اللبنانية”.
وحضر اللقاء عن الجانب الاسباني السفير الاسباني خوسيه ماريا فيري، مدير الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من اجل التنمية “AECID” مجدي استيبان مارتينيز سوليمان والدبلوماسيون ايفا مارتينيز ومونيكا برادو رودريغيز وفيكتور بورتينو انغولو.
وحضر عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامه خشاب.