هنا بيروت، 17 تشرين الأول 2020، الذكرى الاولى لانطلاق ثورة 17 تشرين 2019. حوادث كثيرة مرت على لبنان في عام واحد، بدءا من ضريبة الـ6 دولارات الشهيرة على الواتساب وصولا الى تخطي سعر صرف الدولار الـ8000 ليرة في أشهر.
هنا بيروت: لا أدوية، منازل مهدمة، طوابير أمام محطات المحروقات وعلى أبواب الأفران.
هنا بيروت، حيث باتت الحانات والمطاعم والفنادق الشهيرة مقفلة بسبب الغلاء الفاحش التي أوصلتنا اليه سياسات مسؤولين فاشلين وسرقاتهم المستمرة.
هنا بيروت، حيث خمدت الحياة بعد فقدان أرواح نحو 200 شخص في انفجار المرفأ، بيروت التي كانت تعج بالحياة والزوار باتت رمز الموت والفقر والتشرد.
المشهد مبكي هنا، أكثر من نصف اللبنانيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر ومن دون عمل ورغم وجعهم، قلة هم من خرجوا من تحت عباءة الزعيم وثاروا بوجه فسادهم.
هنا بيروت، الأشباح ثائرة في الشوارع فيما الأحياء يعيشون من قلة الموت في منازلهم الفارغة، يتذمرون ويتوسلون زعماءهم لنيل أبسط احتياجاتهم وحقوقهم.
هنا الساحات شبه الخالية. لقد سرق سياسيونا بفسادهم حقوقنا وأموالنا وحياتنا واليوم يسرقون أحلامنا!
نستذكر 17 تشرين 2019، حين توحدت الساحات والمطالب، حين سقط ضحايا وشهداء وهم يطالبون بالعيش الكريم. نستذكر ونفاخر بأيام الثورة حين أسقطت حكومة سعد الحريري وحين حوصر السياسيون في منازلهم خوفا من غضب الشعب. لكننا اليوم عوضا من تعزيز تحركات الانتفاضة مع كل الازمات التي نعيشها، يعمل السياسيون لتقاسم مقاعد حكومة مفترضة، فيما يقف الشعب متفرجا على السيناريو الجديد الذي يعد له.
ويبقى السؤال اليوم: متى تنظم الثورة صفوفها للوقوف من جديد بوجه السلطة وزعران الأحزاب؟