يعود زوار واشنطن بانطباع انه لم يعد في الادارة الاميركية شيء اسمه ملف لبنان كما كان في السابق(LEBANON POLICY ) بل انها تنظر اليه على انه تابع ومن ضمن سياسات اخرى، اي ملف ايران (IRAN POLYCY ) وتتعاطى معه من هذا المنظار وليس من منظار خاص به.
ووفق زوّار واشنطن الذين تحدّثوا لـ”المركزية”، فان لبنان خسر اهتمام الادارة الاميركية كملف مستقلّ عن اهتماماتها في المنطقة ولو ان طريق واشنطن- بيروت تشهد زحمة زوّار من مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى يحطّون في بيروت لمتابعة ملفات عديدة لعل ابرزها التزام المؤسسات اللبنانية بالعقوبات المفروضة على حزب الله فضلاً عن ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل بوساطة اميركية.
وعزا الزوّار تراجع لبنان عن سلّم اولويات الولايات المتحدة الى توسّع خريطة النفوذ في المنطقة التي باتت موزّعة بين التركي الذي يتمدد شرقي المتوسط ويحاول ان يُثبّت له موطئ قدم في كل من ليبيا، سوريا، واخيراً بدخوله على خط الصراع القائم بين اذربيجان وارمينيا، والايراني الذي يسعى الى تحقيق مشروع الهلال الخصيب في المنطقة وهو سبق واعلن عن اربع عواصم عربية باتت تحت قبضته هي، دمشق، بغداد، صنعاء وبيروت، والعربي الذي يرفض تسلل “الغرباء” الى الساحة العربية، واخيراً الاسرائيلي الذي يعمل على إبعاد كل انواع الاخطار عن حدوده، ويطمح الى توسيع رقعة الدول الموقّعة على معاهدات سلام معه من اجل مواجهة نفوذ ايران وحتى تركيا.
ولفت هؤلاء الى “ان لبنان وبفضل مشروع حزب الله “المسلّح” العابر للحدود اللبنانية الخارج من الحضن العربي المتموضع في المحور الايراني متجاوزاً رفض واعتراض معظم المكوّنات اللبنانية ومتجاهلا الاجماع العربي، بات من ضمن ملف ايران الخاص بعدما خسر ميزة التعامل معه كملف خاص بحدّ ذاته، لان حزب الله يصرّ على إلحاقه بالمحور الايراني وربط مصيره بأجندة الجمهورية الاسلامية في المنطقة”.
وعليه، اوضح زوّار واشنطن “ان طالما لبنان في المحور الايراني يُنفّذ سياسات طهران فلا مساعدات ولا دعم خارجياً له، وهو ما المح اليه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر امام من التقاهم اثناء زيارته منذ ايام الى لبنان.
فالزائر الاميركي نقل اجواء بلاده بأن على لبنان ان تكون له سيادته واستقلالية قراره وحياده عن المحاور ليحصل على المساعدات الموعودة، وهذا ما شدد عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اثناء اعلانه “حياد لبنان الناشط”.
وعلى ضفّة المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، اوضح زوّار واشنطن “ان الادارة الاميركية ماضية في التزامها ببرنامج تسليح الجيش، لانها تعتبر ان الاستثمار بهذه المؤسسة ليس خاسراً، فهي اظهرت في استحقاقات عسكرية عديدة انها خير مثال للثقة المحلية والخارجية بها”، واكد الزوّار “ان برنامج المساعدات للمؤسسة العسكرية خط احمر عند الادارة الاميركية، لانها تعوّل جداً على قدراتها في حماية لبنان وصون استقراره”.