صحيح ان العلاقة بين “تيار المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية” تمرّ بمرحلة ضبابية تصل الى حدّ التأزّم احياناً نتيجة استحقاقات محلية عدة كان ابرزها امتناع معراب عن تسمية الرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية عشية تكليف الرئيس حسّان دياب وتسميتها السفير نوّاف سلام في الاستشارات التي كُلّف بها السفير مصطفى اديب. وصحيح ايضاً ان الرئيس الحريري وضع القوات اللبنانية في الخانة نفسها مع من عرقلوا عمل حكومته السابقة ما استدعى رداً مفصّلاً من الدائرة الاعلامية رفضاً لما ساقه بحقها. ومع ان القوات على موقفها اليوم بعدم تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة الرابعة له وهو ما جدد تأكيده اليوم رئيس الحزب سمير جعجع بقوله “ان الرئيس الحريري حرّ لكننا لن نتجرّع السمّ مرّة اخرى”، غير ان ما يجري خلف كواليس المماحكات السياسية يتعارض مع هو حاصل في الاعلام بين الحزبين الحليفين.
وانطلاقاً من التحالف الاستراتيجي التقليدي الذي يجمع التيار الازرق بالقوات منذ تشكيل قوى الرابع عشر من آذار وحتى اليوم، بدأت عدّة الشغل تعمل خلف الكواليس من اجل ترتيب لقاء بين الحريري وجعجع يضع حدّاً لمرحلة التباعد والخلافات بوجهات النظر التي ساعدت في المرحلة السابقة.
وافادت مصادر عليمة “المركزية”، “ان خط اتصال “ساخنا” فُتح بين معراب وبيت الوسط من اجل إعداد ارضية للقاء الحريري-جعجع، يتولاه مسؤولون من الطرفين”، على ان يعقد بعد الاستشارات النيابية المُقررة بعد غد في قصر بعبدا والتي ستُفضي كما هو متوقّع الى تكليف الرئيس الحريري بأكثرية تتخطى السبعين صوتاً، مشيرة الى ان الاتصالات ان نجحت، فإن الرجلين قد يلتقيان في “مكان محايد” وبعيداً من الاعلام.
وفي الاطار، اعتبرت مصادر سياسية مواكبة لـ”المركزية”، “ان اللقاء بات اكثر من ضرورة “وصار بدّا”، لان التباينات بينهما طالت في وقت هما والبلد في امس الحاجة الى تدعيم تحالفهما وتنظيم الخلاف بوجهات النظر من اجل تمرير المرحلة الصعبة والدقيقة بأقلّ الخسائر المكنة”. كما ان جمهوري الطرفين المتعطشين لعودة التحالف الاستراتيجي، بحاجة الى مثل هذا اللقاء من اجل وقف التراشق الاعلامي والاتّهامات المتبادلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، في حين ان بعض الاطراف “مستفيد” من هذا التباعد ويستغلّه لغاية في نفس يعقوب”.
وعلى رغم ان “القوات اللبنانية” اكدت انها لن تساير بعد اليوم في موضوع المصلحة العامة، لاسيما في مسألة محاربة الفساد والمباشرة بالاصلاحات المطلوبة، الا انها شددت في الوقت نفسه على انها ستُشيد حيث تجب الاشادة وستعارض حيث تجب المعارضة، وذلك انطلاقاً من ايمانها باهمية المعارضة البنّاءة”.
من هنا، اشارت المصادر السياسية الى “ان القوات ستتعاطى مع حكومة الرئيس الحريري (بعد تشكيلها) وفق هذه المعادلة”.