أشار المكتب السياسي الكتائبي إلى أن “لبنان ينزلق يوما بعد يوم الى قعر الهاوية وينجرف معه اللبنانيون الى وضع مأسوي، تحولوا معه الى متسولين في بلدهم يستعطون حاجاتهم استعطاء، فيما المنظومة الحاكمة منغمسة في نزاعاتها التحاصصية المعهودة تاركة المافيات تتحكم برقاب الناس دون حسيب او رقيب. السلع تختفي والمحروقات تسحب من الاسواق، حتى وصل الأمر باللبنانيين الى درجة استجداء حبة دواء من الصيدلية لاسكات وجع او محاربة مرض عضال فلا يجدونها، فيما يتجرأ اهل السلطة على ادعاء مداهمات فاشلة لم تفض يوما الى كشف اسم او فضح متورط”.
وأضاف، في بيان بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل: “وفي خضم هذا الواقع المزري تطالعنا المراجع المالية بقرارات تتخذ عشوائيا بحجة ضبط الكتلة النقدية التي ساهموا هم أنفسهم بتضخمها، نتيجة طبع العملة من دون سقف، فإذا بهم يقررون على غفلة من اللبنانيين فرض قيود على السحب بالليرة ليتراجعوا عن قراراهم في 24 ساعة، في اداء اقل ما يقال فيه انه متخبط. غاب عن بال أهل السلطة ان اي قرار في غياب خطة اقتصادية – اجتماعية متكاملة، سيجرنا الى نتائج سلبية كالتي شاهدناها وسنشاهدها وسيدفع ثمنها اللبنانيون، طالما أن الحل السياسي ما زال مفقودا”.
وتابع: “وفي مسار القرارات العشوائية نفسه، يأتي الاغلاق المحلي للمناطق لمحاربة تفشي فيروس الكورونا ليثبت فشله، اذ بقيت الارقام تحلق لأكثر من ثغرة وثغرة، فيما المستشفيات الحكومية وغير الحكومية استنفذت طاقتها الاستيعابية، وهي تفتقد الى مستلزمات وتجهيزات، تقاعس المعنيون عن توفيرها، ناهيك بالفوضى التي سادت القطاع التعليمي مع اقفال مدارس وفتح اخرى، مع ما رافق ذلك من اجحاف بحق الطلاب دون اغفال المرافق الحيوية الأخرى”.
ولفت إلى أن “أمام هذا المشهد الأسود، تعيش المنظومة في عالم آخر تبحث فيه عن جنس الحكومة للمرة الألف، وللمرة الألف تحاول ان توهم اللبنانيين بأنها تستجيب لطلبهم تشكيل حكومة مستقلة تنقذ البلد، فيما المحاصصة تسير على قدم وساق باعتراف اهل السلطة انفسهم، وهم لا يخجلون من المجاهرة بطلباتهم، وإن لم يحصلوا عليها لوحوا بسيف التعطيل غير عابئين بالبلد”، مؤكدا أن “هذه المسرحية الحكومية لن تنطلي على احد، لا على اللبنانيين ولا على المجتمع الدولي الذي مازل يمنح لبنان فرصة اخرى للنهوض، فيما اهل السلطة يبددونها على جشعهم”.
وجدد المطالبة بـ”رحيل هذه المنظومة من اسفل الهرم الى أعلاه من دون اي تأخير، بدءا من استقالة النواب والذهاب فورا الى انتخابات نيابية تعيد القرار الى اللبنانيين، الذين نزلوا الى الشارع مجددا واكدوا استمرار شعلة انتفاضتهم”.