رغم النفي المتكرر من قبل إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإرسال مرتزقة إلى أذربيجان، من أجل مساندتها ودعمها في النزاع الدائر حاليا بينها وبين أرمينيا، إلا أن تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وعدم رد الحكومة على استجواب لنائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي يؤكد تورط تركيا بالفعل في إرسال المرتزقة، بحسب ما أكد سياسي تركي معارض.
وذكر محمد عبيد الله في حديث لـ”العربية.نت” أن وزير الدفاع التركي خلوص أكار وجه قبل أيام تحذيرات إلى أرمينيا بسحب قواتها مما وصفها بالأراضي التي تحتلها داخل أذربيجان وأكد وقوف أنقرة بجانب أذربيجان، كما أنه خلال زيارته إلى باكو عقب اندلاع المواجهات مباشرة قال أكار أيضا في حينه عن أن أذربيجان ليست وحدها وسنواصل دعمنا لها”، في دلالات واضحة على التدخل التركي في تلك القضية ليس فقط سياسيا بل عسكريا.
كما أشار الى أن النائبة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ساربيل كمالباي، قدمت قبل أيام أيضا طلب إحاطة لوزير الخارجية مولود جاويش في البرلمان، حول صحة ادعاءات إرسال تركيا مرتزقة إلى أذربيجان، وطالبت الحكومة بالكشف عن حقيقة نقل تركيا 4 آلاف مقاتل من المرتزقة السوريين من مدينة عفرين في شمال سوريا إلى أذربيجان، مقابل 1800 دولار شهريًا، حيث تستمر مهامهم لثلاثة أشهر كاملة.
ولفت السياسي التركي إلى أن البرلمانية التركية طالبت جاويش أوغلو بالرد على ما يثار حول استخدام طائرات إف-16 التركية في إسقاط طائرات وقصف أهداف أرمينية، مشيرا إلى أن الحكومة التركية لم ترد حتى الآن على طلب الإحاطة.
كما أكد السياسي المعارض أن تركيا تنقل المرتزقة عبر عدة شركات فرعية تابعة لشركة “صادات” التي تأسست من قبل 23 ضابطا متقاعدا من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة العميد المتقاعد عدنان تانريفردي، المستشار الأمني للرئيس التركي وبدأت عملها في 28 شباط من العام 2012 .
كما أوضح أن تلك الشركة تقدم خدمات لوجستية وعسكرية وتنقل أسلحة وتدرب مرتزقة للدفع بهم إلى مناطق الصراع عبر استخدام جوازات سفر مزورة. وأشار إلى أن “سادات” كانت أيضاً وراء نقل المرتزقة إلى ليبيا عبر سوريا، كما هو الحال الآن مع أذربيجان عبر غازي عنتاب.