عشية موعد الاستشارات النيابية المحدد الخميس، ما زال الجمود يتسيد المشهد السياسي في غياب أي لقاء أو اتصال بين القوى المعنية بالملف الحكومي، لا سيما بين الرئيس سعد الحريري من جهة، والتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي من جهة ثانية.
وكأن مفاوضات التكليف انتهت وحسمت وبات النقاش يتمحور حول زيادة عدد الأصوات المؤيدة للحريري، لينتقل السجال إلى الشق الثاني من عملية تشكيل الحكومة.
وفي مقابل الجمود المحلي، برز تحرك دولي فرنسي، وأميركي يدفع باتجاه تسهيل ولادة حكومة مهمة حيث تزامن بيان الخارجية الفرنسية، الذي دعا «جميع القادة السياسيين إلى تحمل المسؤوليات»، مع اتصال مفاجئ لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الجمهورية ميشال عون، أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تشكيل حكومة تكون ملتزمة وقادرة على تطبيق الإصلاحات، كما وعد بتقديم مساعدات للمتضررين من انفجار المرفأ.
غير أن النقاش السياسي تخطى عملية التكليف، التي انطلق قطارها بأغلبية نيابية وميثاقية مؤمنة، مع أن المعضلة الباسيلية الحريرية باتت أكثر حدة. فالتيار الوطني الحرّ ينظر إلى الطريقة التي تدار بها عملية تشكيل الحكومة على أنها «حلف رباعي» جديد ضده.
حتى ان اعلام التيار ذهب الى حد تشبيه ما يحصل حكوميا بـ 13 تشرين 1990 حين شن النظام السوري هجوما عسكريا على القصر الجمهوري وأخرج عون منه.
عزلة التيار وحصاره مصدر سياسي قال لـ القبس إن التيار «العوني» يشهد أسوأ أيامه، فلا هو واثق من حلفائه ولا يملك أوراقاً كثيرة لمواجهة خصومه، وربما بات يستشعر أن ثمة محاولات لعزله من قوى محلية وبمواكبة دولية.
ويكشف المصدر نفسه أن تضييق الحصار على «التيار» دفعه إلى محاولة استدراج خصمه التاريخي في الساحة المسيحية، أي «القوات اللبنانية»، إلى صفه، تحت شعار الميثاقية. فيما لا يبدو أن القوات استجابت لهذه اللعبة لأنها لن «تجرب المجرب». وفق المصدر نفسه، لم يعد أمام باسيل سوى ورقتين يعول عليهما لفك الطوق السياسي عنه، ولكنهما تصلحان للاستخدام في التأليف وليس في التكليف وهما انتظار موقف داعم من حزب الله، وصلاحية رئيس الجمهورية في عدم التوقيع على التشكيلة الحكومية.