كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
خلال شهر تشرين الأول من كل عام، تكثر الحملات التي تسلّط الضوء على أهمّية إجراء تصوير الثدي الشُعاعي للكشف المُبكر عن سرطان الثدي الذي يهدّد العديد من النساء عالمياً، بحيث إنه يُصيب امرأة من بين كل 9 نساء. وبما أنّ أبحاثاً علمية كثيرة أجمعت على ارتباط الغذاء بهذا السرطان، لا بدّ إذاً من الاطّلاع على آخر المعلومات في هذا المجال لتوفير حصانة إضافية.
على غِرار أيّ نوع آخر من الأمراض، حدّد العلماء على مرّ السنين مجموعة أطعمة من شأنها، إمّا تعزيز احتمال الإصابة بسرطان الثدي أو دعم الوقاية منه أو أقلّه الحدّ من خطره.
وفي حديثها لـ«الجمهورية» أوضحت اختصاصية التغذية راشيل قسطنطين أنّ «العامل الوراثي يؤدي دوراً مهمّاً في التعرّض لسرطان الثدي ويشكّل 10 في المئة، أمّا التغذية فتؤثر بنسبة 30 إلى 40 في المئة في هذا المرض، وهي نسبة عالية جداً. وقد أظهرت الدراسات أنّ التقيّد بنمط حياة صحّي يقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنحو 38 في المئة».
وتابعت: «بالإضافة إلى الوراثة والتوتر وتغيّر الهورمونات، يمكن لتقدّم المرأة في السنّ، وخصوصاً عند دخولها مرحلة انقطاع الطمث، أن يرفع احتمال إصابتها بالمرض. وكذلك الأمر بالنسبة إلى زيادة الوزن، لأنّ ارتفاع معدل الدهون في الجسم يحفّز الخطر، والإنجاب للمرّة الأولى في عمر متقدّم، وتناول الهورمونات. أمّا الأعراض التي يجب الحذر منها فتشمل التورّم في منطقة الإبط أو قرب الثدي، وزيادة إفرازات الثدي، وتَغيّر شَكل الحلمة، والحرارة في منطقة الثدي، وتَغيّر الملمس أو مورفولوجيا الثدي».
وعرضت قسطنطين أبرز المواد الغذائية الصديقة أو العدوّة لسرطان الثدي:
مأكولات تُبطئ نموّه
البندورة: مليئة بمادة «Lycopene» المضادة للأكسدة التي تحمي من الجذور الحرّة المضرّة بالخلايا والأنسجة السليمة. بيّنت الدراسات أنّ هذه المادة تملك القدرة على إبطاء نمو الخلايا السرطانية، خصوصاً سرطان الثدي. ويمكن تناول البندورة الطازجة، أو معجون البندورة، أو الكاتشب.
الثوم والبصل: وجدت دراسة فرنسية أنّ النساء اللواتي يستهلكن الثوم بانتظام هنّ أقلّ عرضة لسرطان الثدي بفضل خصائصه المقاومة للعديد من السرطانات. كذلك يملك البصل خصائص كثيرة مضادة للأكسدة لاحتوائه على مادة «Anthocyanins» التي تقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الشاي الأخضر: هو غنيّ بالبوليفينول، وتحديداً «EGCG»، المسؤولة عن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي لقدرتها على إبطاء نمو الخلايا السرطانية.
البروكلي: يحتوي على مُركّبات «Sulforaphane» فائقة الأهمّية، والتي تساعد على محاربة انتشار الأورام لقدرتها على إبطاء أنزيم «HDAC» الذي يقمع قدرة الجسم على مكافحة السرطان.
الكُركم: يتميّز باحتوائه على مادة «Curcumin» التي تقوّي المناعة، وتمنع مرض الألزهايمر، وتملك خصائص كثيرة مضادة للأكسدة والالتهابات، وهي مهمّة جداً لمرضى السكّري، وللحماية من أمراض القلب والسرطان بما فيها سرطان الثدي حيث إنها تُبطئ من انتشار الخلايا السرطانية.
الكرانبيري: يحتوي على مضادَي أكسدة، هما «Ellagic Acid» و»Anthocyanins»، اللذين يتمتّعان بقدرة فعّالة على الحدّ من أضرار الجذور الحرّة على الخلايا السليمة. وبذلك، فإنّ الكرانبيري يُبطئ نمو سرطان الثدي، مع الإشارة إلى أنه مفيد أيضاً لمرضى السرطان أثناء العلاج الكيماوي.
الرمّان: يحتوي على مضادات أكسدة كثيرة، بالإضافة إلى مضادات الإلتهابات كالـ»Ellagic Acid» الذي يَتداخَل مع أنزيم «Aromatase» فيمنعه من زيادة إنتاج الهورمونات في أنسجة الثدي التي تعزّز خطر الإصابة بالسرطان.
بذور الكتان: هي غنيّة بالأوميغا 3 وأيضاً بمواد بوليفينول التي تمنع خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الجوز: هو من أهمّ أنواع المكسّرات للوقاية من سرطان الثدي بفضل غناه بالـ«ALA»، وهو نوع من الأحماض الدهنية غير المشبّعة تساعد على الحماية من الإصابة بسرطان الثدي بنسبة عالية جداً.
… وأخرى تُفاقمه
الكحول: توصّلت الأبحاث إلى أنّ احتساء الكحول، وإن باعتدال، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. هذه المشروبات تجعل خلايا أنسجة الثديين أكثر قابلية للتلف، وترفع مستوى الهورمونات المرتبطة بسرطان الثدي لأنها تملك القدرة على رفع إنتاج الإستروجين والتستوستيرون اللذين يعزّزان احتمال الإصابة بسرطان الثدي.
الدهون: هناك أنواع عديدة من الدهون، مثل تلك المشبّعة الموجودة في السمنة والزبدة، والمتحوّلة المتوافرة في المقالي والمأكولات المصنّعة، ثَبُت أنها ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي.
اللحوم الحمراء: حذّرت الدراسات من كثرة استهلاك اللحوم لارتباطها بتعزيز خطر السرطانات، كالثدي والمعدة والقولون. يُستحسن تقليل كمية تناولها واستبدالها بالسمك الذي يحتوي على الأوميغا 3 الذي يساعد على الوقاية من سرطان الثدي.
نصائح عامّة
وختاماً، دعت قسطنطين كل امرأة إلى «تجنّب زيادة الوزن والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 25، خصوصاً بعد فترة انقطاع الطمث، واتّباع نظام غذائي صحّي قليل الدهون والسكّريات، واستبدال الدهون الحيوانية بالزيوت النباتية، وممارسة 30 دقيقة على الأقل من الرياضة يومياً لقدرتها على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة. فضلاً عن تجنّب الكحول، والابتعاد عن التدخين، وتفضيل الرضاعة الطبيعية أقلّه لـ6 أشهر لمساهمتها في الحدّ من الإصابة بسرطان الثدي، وإجراء الصور الشعاعية والفحوصات اللازمة سنوياً بعد بلوغ 40 عاماً أو حتى أقلّ في حال وجود تاريخ عائلي للمرض