كان من المفترض ان يستكمل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم جولته الخارجية التي بدأها من واشنطن بزيارة العاصمة الفرنسية، غير ان اصابته بفيروس كورونا في الولايات المتحدة واضطراره الى البقاء هناك لايام عدّل في مسار رحلته الخارجية.
اليوم أعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أن “اللواء ابراهيم عاد الى بيروت بعد زيارة رسمية قام بها الى العاصمة الأميركية التقى خلالها عدداً من المسؤولين الأمنيين، فضلا عن مشاركته في حفل كرّمته فيه “جمعية جيمس فولي” للحرية في واشنطن، التي تعنى بقضايا تحرير الرهائن. وسيستأنف اللواء ابراهيم أعماله بعد استكمال فترة الحجر الصحي”.
وفي حين اشارت معظم المعلومات والقراءات الى ان عنوان محطته الاميركية هو دخوله على خط المفاوضات من اجل اطلاق رهائن اميركيين في سوريا ابرزهم الصحافي أوستن تايس الموجود وفق المعلومات عند النظام السوري وأن هناك عرضاً سورياً لإطلاقه يتضمّن إعادة فتح السفارة الاميركية في دمشق، تقاطعت معلومات اخرى حول ان زيارته التي كانت مقررة الى العاصمة الفرنسية تندرج ايضاً في سياق التفاوض من اجل متابعة ملف الفرنسيين الذين التحقوا بالمنظمات الارهابية في سوريا من داعش الى النصرة وشاركوا في المعارك الحربية ضد النظام.
وفي الاطار، تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان هذا الملف بات اولوية لدى الفرنسيين بعد الحوادث الاخيرة التي جرت في ضواحي العاصمة، لاسيما حادث اقدام طالب شيشاني عمره ثمانية عشر عاماً على قطع رأس استاذه بسبب صور للنبي محمد”.
وتكشف الاوساط “ان الفرنسيين وبعد عودة الهدوء تدريجياً الى سوريا وإنكفاء المعارك في اكثر من مدينة، بدأ هؤلاء بالانتقال الى لبنان وكمحطة عبور في اتّجاه تركيا وذلك من اجل القتال في ليبيا واقليم كاراباخ وغيرها من الجبهات تحت عنوان “الارهاب او الالتحاق بخلايا ارهابية نائمة كمثل لبنان”.
وينطلق حرص الاليزيه من إنهاء ملف الفرنسيين في سوريا سريعاً من قلقها على عودة هؤلاء الى ديارهم “مطّعمين” بأفكار وإيديولوجيات “غريبة” عن المجتمع الفرنسي ما يُصعّب عملية إعادة تأقلمهم من جديد، فيسلكون طريق “الارهاب” والتخريب كتعبير عن رفضهم للمجتمع الفرنسي وعاداته، وقد يقودون عمليات ارهابية شبيهة بما حصل منذ ايام.
اما لماذا تعوّل فرنسا على اللواء ابراهيم لإنهاء هذا الملف، فتشير الاوساط الى “ان باريس تعرف جيداً قدرته وحنكته في هذا المجال، وهو سبق ان لعب ادواراً كثيرة في اطلاق سراح مخطوفين واسرى في سوريا، مثل راهبات معلولا، لذلك تريد الاستثمار في قدراته وعلاقاته العابرة للحدود من اجل إنهاء ملف الفرنسيين المتطوعين في الجماعات الارهابية”.
ولم تستبعد “ان يستأنف اللواء ابراهيم نشاطه في هذا المجال بعد تعافيه من جائحة كورونا، ويزور باريس من اجل الاجتماع بالمسؤولين الامنيين الفرنسيين للحصول على معلومات وافية عن هؤلاء الفرنسيين قبل عودتهم الى فرنسا”.