غالباً ما كانت تصطدم الأجواء الإيجابية والتفاؤلية التي ترافق تشكيل الحكومة بالوقائع السياسية والسقوف المرتفعة. ومع الأجواء الايجابية التي تخيم اليوم على أفق التأليف يتخوف البعض من مطبات وعراقيل قد تطل برأسها في الساعات الاخيرة، فالشيطان يكمن في التفاصيل. وعلى امل ان يتجاوزها، كيف ينظر الحزب “التقدمي الاشتراكي” لمسار تأليف الحكومة؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله قال لـ”المركزية: “آن الأوان لإنجاز التأليف، فالتأخير غير مبرر حالياً، لأن حاجة البلد والأزمات المتكاثرة والمتفاقمة يوما بعد يوم تتطلب حكومة، لا تحتاج الى مبالغة في المحاصصة والتسويات، كونها حكومة مهمة انقاذية، لذلك فهي تتطلب تسهيلا من كل الفرقاء”.
وعن الأجواء التفاؤلية أوضح “ان مجرد حصول لقاءين خلال 48 ساعة بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري دليل الى أن الاجواء ايجابية، ما يعني اننا سنشهد ولادة الحكومة هذا الاسبوع”، مستطرداً “ان الأجواء ايجابية بحذر”.
وعن القول إن الشيطان يكمن في التفاصيل، أجاب: “لا اعتقد ذلك، لأن لا أحد يملك ترف الشروط والطلبات المبالغ بها، الوضع لا يحتمل المماطلة”، موضحاً “أن المعلومات المتوافرة تتحدث عن حكومة مؤلفة من 20 وزير مبدئيا، لا تضم وجوها سياسية بارزة ومستفزة للداخل والخارج. واذا لم تسمها الاحزاب فإن الكتل ستكون موافقة عليها”، لافتاً الى “ان الاجواء التي يحكى عنها ضرورية كي تنال الحكومة الثقة بسرعة وتباشر بالعمل”.
وأكد عبدالله ان للحكومة أولويتين أساسيتين، “الاولى تنفيذ الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي و”سيدر” وثانيا اعمار بيروت. وهذا كاف كبداية، لا نحتاج الى اكثر من ذلك، وكنهاية أيضاً اذ انهما غير سهلين ويحتاجان الى جهد كبير ومتواصل. على الحكومة الجديدة ان تكون مختلفة عن سابقاتها، ليس لدينا خيار آخر، البلد منهار وكل شيء مكشوف ولا يمكن إخفاء اي شيء”.
وهل التسهيل الذي نشهده مرده ضوء اخضر دولي؟ قال: “ليس المهم الضوء الاخضر الدولي بل ان تكون لدينا قابلية وجهوزية في الداخل، الكلام سهل لكن التنفيذ صعب. فعندما نتحدث عن الاصلاحات نقصد الكهرباء والمرفأ والاتصالات والضرائب والجمارك والمعابر، وهذه امور غير سهلة، لأننا نتحدث عن منظومة شبكة مصالح كبيرة، عليها ان تتنحى وهذا يحتاج الى تغطية سياسية من الجميع”.
وختم: “علينا عدم تكبير الفشخة، فلنقم بالاصلاحات المطلوبة كي نتمكن من ادخال اموال “طازجة” الى البلد ونخفف من العزلة التي نعيشها، عزلتنا عن المجتمع العربي والدولي والمؤسسات الدولية، كي نتمكن من الخروج من قعر الهاوية وننقذ وطننا”.