كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
تسبّبت الألعاب العنيفة في الفترة السابقة بأضرار كبيرة على المراهقين، من خلال قيامهم بتحديات خطيرة جداً مع مستخدمين آخرين مجهولي الهوية.
بعد غياب دام عدة أشهر، بدأ في الآونة الأخيرة ظهور ألعاب الانتحار مجدداً في شكل سلسلة من التحديّات تهدف إلى وضع الأطفال والمراهقين في تحديّات أمام مستخدمين مجهولي الهوية قد يشجعونهم على ارتكاب أفعال عنيفة أو حتى الاقدام على الانتحار.
تحديات خطيرة
يقوم مبدأ الألعاب العنيفة على تحدي المستخدمين لشخص مجهول يُرسل إليهم صوراً عنيفة ومزعجة، مع تهديدات مستمرة إن لم يلتزموا تنفيذ الأوامر التي يجب إتمامها خلال فترة محددة. وانتشرت هذه الألعاب انتشار النار في الهشيم عبر منصّات التواصل الإجتماعي، مثل “فيسبوك” و”إنستغرام”، فيما شهدت انتشاراً ملحوظاً عبر “واتساب”. يذكر أنّ بعض هذه الألعاب، مثل لعبة “الحوت الأزرق” التي انتشرت بسرعة العام الماضي، سَلبت حياة عدد من الأطفال حول العالم.
إشارات مهمة
في هذا السياق، حذّر الخبراء من إهمال أولياء الأمور مسألة الإشراف على أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم ونشاطاتهم على الإنترنت، ومعرفة الأشخاص الذين يتواصلون معهم. وشددوا على أهمية الإشراف على نشاطات الأطفال والمراهقين على الإنترنت، خصوصاً خلال فترة الحجر جرّاء إعادة انتشار أزمة كورونا، نظراً لزيادة معدلات نشاطهم الإلكتروني وقلة النشاطات الخارجية. وأكدوا أنّ هناك حلولاً أمنية قوية وبرامج فعّالة للرقابة الأبوية يمكن اللجوء إليها لمراقبة نشاطات الأطفال على الإنترنت، وتحديد الوقت الذي يقضونه عليها. وأشاروا إلى ضرورة الإنتباه بدقة إلى أيّ إشارات غير معتادة قد تظهر على أطفالهم. وأضافوا أنّ الضعف المفاجئ في تركيز الأطفال أو تحصيلهم العلمي، والتغيّرات المفاجئة في أمزجتهم، وازدياد استخدام الأجهزة أثناء الليل، والازدياد أو النقص الحاد في عدد الأصدقاء على وسائل التواصل الإجتماعي، وظهور أصدقاء بفارق سِنّي ملحوظ، أو حتى الاختفاء المفاجئ عن شبكات التواصل، تعدّ إشارات تحذيرية بوجود خطب ما لدى الأطفال. وعلاوة على ذلك، أوضح الخبراء أنه من الممكن أن تكون العدوانية الزائدة والاكتئاب لديهم، ورغبتهم في تعريض أنفسهم للأذى، وفقدانهم الحماس تجاه أشياء أو نشاطات يحبونها، والاكتفاء بإجابات قصيرة غير شافية وإنهاء الحوار بسرعة، مع ظهور فروقات ملحوظة في طريقة التعامل وفي السِمات الشخصية، دلائل باعثة على القلق، ينبغي على أولياء الأمور أخذها بجدية وعدم تجاهلها.
تقليل الخطر
على رغم أنّ السلطات المعنية تبذل جهوداً ملحوظة لحظر الألعاب المضرة والمحتوى الخبيث على الإنترنت، إلّا أنّ هذه الألعاب تعود وتظهر بالسرعة نفسها من مصادر جديدة. نظريّاً، من المستحيل منع جميع مصادر الخطر، لكن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل الخطر الذي قد يواجه أطفالكم على الإنترنت، وتشمل التحدث مع الأطفال عن الأخطار التي قد تكون كامنة في أنشطتهم على الإنترنت، ومشاركتهم حياتهم الرقمية، والتوضيح بأهمية عدم مشاركة الآخرين على الإنترنت كلّ ما يعرفونه.