Site icon IMLebanon

كورونا “ينغل” في مستشفى الحريري… والعداد العام إلى 38 ألفاً

كتبت صحيفة “الأخبار”:

 

114 إصابة بفيروس كورونا سجّلها – إلى الآن – «عدّاد» مستشفى بيروت الحكومي بين الطواقم الطبية والإدارية. أمس، كان ثمة 4 إصابات جديدة، فيما خضع عدد كبير من العاملين إلى فحوص الـpcr. لم تعد هذه المشاهد مستجدة هناك، بعدما باتت روتينية يسأل معها العاملون – على سبيل الاطمئنان – «عمّن أصيب اليوم». إلى هذا الحد، «يشتغل» فيروس كورونا في المستشفى. ينتظر الموظفون، هناك، الإصابة بالفيروس. بات الأمر بالنسبة إليهم حتمياً «متل اللوتو إذا مش التنين الخميس»، يقول أحد العاملين الإداريين. يوماً بعد آخر يترسخ هذا الاعتقاد مع الزيادة في أعداد الإصابات، وهو ما يثير الخوف لدى الكثيرين، على الأقل لدى العاملين الإداريين الذين يعانون من ضعف إجراءات الحماية، على ما يقولون.

أمس، أصدرت إدارة المستشفى بياناً مجلجلاً سردت فيه ما تتخذه من إجراءات في مواجهة كورونا، فابتدأت من «الألبسة الوقائية للفريق الطبي والتمريضي وتوزيع الكمامات على العاملين الإداريين وتركيب جهاز لأخذ حرارة الموظف عند الدخول (…)»، ووصلت إلى قيامها «بحملات دورية إلزامية مجانية منظمة للعاملين في أقسامه للكشف عن الإصابات غير الظاهرة بصورة مبكرة، وإجراء فحوص الـpcr مجاناً للعاملين المشتبه في إصابتهم (…)». وأكثر من ذلك، كشفت الإدارة أنه بناءً على معطيات اللجنة الخاصة لمتابعة الموظفين المخالطين والمصابين في منازلهم «حيث تبين أن غالبية العاملين المصابين قد تلقّوا الإصابة من المجتمع في الخارج حيث نقلوا العدوى إلى زملائهم أثناء وجودهم في العمل، رغم كل إجراءات السلامة المتخذة».

إلى هنا، ينتهي بيان إدارة المستشفى، لتبدأ روايات العاملين فيه عمّا يجري داخل المبنى. ممرضون وإداريون، من دون استثناء، وإن كان الإداريون هم الأشد تأثراً بأزمة انفلاش كورونا في المستشفى، يردّ هؤلاء على البيان «الرسمي» بنداً بنداً، من «الكمامة التي وزعوها لشهرين متتاليين ثم انقطعت»، يقول أحد العاملين، مشيراً إلى أنه في الفترة الأخيرة وزعوا كمامات قماشية «وهيداك وج الضيف». يشكو هؤلاء من ضعف إجراءات الحماية، خصوصاً ضمن الأقسام الإدارية، حتى في أبسط الحقوق التي هي الكمامة والمعقمات. فمنذ بداية تأزم الوضع، طالب هؤلاء الإدارة باعتماد نظام المناوبة، كما أوصت به لجنة متابعة الفيروس التابعة لمجلس الوزراء، للتخفيف من الإصابات. غير أن ما حدث أن «الإدارة أدارت أذنها الطرشاء»، على ما يقول أحدهم. أضف إلى ذلك أنه «عندما يشتبه في أحد الموظفين يُجرى له فحص الـpcr، ولكن المفارقة أنه يبقى في عمله إلى حين صدور النتيجة، وعندما تصدر يتخذ القرار، على عكس ما تقول الإدارة في البيان من أنها ترسل المشتبه فيهم إلى منازلهم إلى حين صدور النتيجة».

أشياء بسيطة يفتقدها العاملون هناك، ولكنها أكثر من ملحّة اليوم، ومنها مثلاً معقمات اليدين «التي فقدت عند بعض الأبواب» والصابون والمحارم الورقية في الحمامات وتعقيم المكاتب. يحدث ذلك، فيما يخرج المدير العام للمستشفى، فراس أبيض، في كل يوم مغرّداً عن حال البلاد مع كورونا. تارة، يفرح وتارة أخرى لا ينام الليل لشدة حزنه، فيما الكورونا «تنغل» بين الموظفين!

في آخر المطاف، يتبين للإدارة أن بعض العاملين أصيبوا في الخارج ونقلوا العدوى إلى زملائهم. ولئن كان يمكن التسليم بهذا الواقع، وهو احتمال وارد بقوة، فما الذي يمنع الإدارة من استدراك هذا الأمر والحد من انتشاره بأبسط الإجراءات الممكنة؟

ليس بعيداً عن الخوف الذي يعانيه العاملون في المستشفى، بدأ عداد كورونا في عموم البلاد يثير هو الآخر الذعر من ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، حيث سجل أمس 1850 إصابة، جلّها إصابات محلية، إضافة إلى وفاة 12 مصاباً. وبهذا، يرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 38 ألفاً، وعدد الضحايا إلى 602، فيما ارتفع عدد الموجودين في غرف العناية الفائقة إلى 245 حالة، بزيادة 6 حالات عن أول من أمس.