Site icon IMLebanon

لا تفاهم على أي تفصيل حكوميًا بعد: التفاؤل غير مبرّر!

تسوّق القوى العاملة على انضاج الطبخة الحكومية، أجواء ايجابية منذ تكليف الرئيس سعد الحريري الخميس الماضي، توحي وكأن طريق التأليف سالكة وآمنة من دون حواجز، وتشي بأن عملية ولادة “الجنين” المنتظر، وشيكة، وباتت في خواتيمها، وقد ذهب رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيدا امس في ضخ التفاؤل، قائلا “الحكومة قد تولد خلال 4 او 5 ايام اذا ما بقيت الاجواء ايجابية تسير على النحو القائم حالياً”.

غير ان مصادر سياسية معارضة تسأل عبر “المركزية” عن صحة هذه المعطيات. فاذا دققنا في تفاصيل التشكيل، يتبين ان اي اتفاق على اي نقطة لم يحصل بعد، أكان على شكل الحكومة او على مضمونها. فحتى الساعة، لا تفاهم على حجم الحكومة وعدد وزرائها،  كان بداية  14 وزيرا ، رفعه الحريري الى 20 ارضاء لرئيس الجمهورية والثنائي الشيعي، قبل ان يحكى امس عن تخفيضه مجددا الى 18.

اما حصص كل فريق طائفي وسياسي، فمدار بحث ايضا، ولم يحسم بعد، وهنا التركيز في شكل خاص على كيفية تمثيل المكونات الدرزية والمسيحية، حيث يرفض النائب طلال ارسلان ورئيس المردة سليمان فرنجية حصر التمثيل بالاشتراكي والتيار الوطني.

مبدأ المداورة، بات مسلّما به، بصعوبة، لأن بعبدا لم تهضم بعد استثناء وزارة المالية منه. لكن كيف سيتم توزيع الحقائب على القوى السياسية؟ لا جواب. صحيح ان الاخيرة تبدي كلّها مرونة وتعففا عن الوزارات، غير انها في الباطن، تضيف المصادر، تشترط الحصول على هذه او تلك منها.  الفريق الرئاسي يريد العدل، التيار الوطني الحر، عينُه على الداخلية، حزب الله على الاشغال، الاشتراكي يريد الصحة بينما يطمح الحزب الى ابقائها معه، والحقيبة التي ستذهب للمردة لم تعرف بعد.

هذا ولم نأت على ذكر الثلث المعطّل الذي يحاول الفريق الرئاسي الحصول عليه في الحكومة، بينما يخشاه الرئيس الحريري. فعلى ماذا تم التفاهم اذا لتعميم الايجابيات وضرب المواعيد المفترضة لولادة الحكومة؟ لا اتفاق الا على كون الحكومة ستضم وزراء من ذوي الاختصاص غير حزبيين، ستختارهم الاحزاب والتكتلات السياسية… ويبقى السؤال الاكبر، هل اتفق اهل الحكم على مشروع الحكومة للانقاذ المالي والاقتصادي، أم لا؟

ربما لهذه الاسباب كلّها، فرملت بعبدا امس جماح الاطراف والاقلام، المفرطة في التفاؤل، فأعلنت في بيان اصدرته عقب زيارة رابعة قام بها الرئيس الحريري الى القصر، ان “الرئيس عون استكمل معه درس الملف الحكومي في أجواء من التقدم والتأني”، لتكون المرة الاولى التي تتحدث فيها عن “تأنّ”.. فهل فرض حجم العقبات والعقد الباقية امام طريق التأليف، بعد اسبوع من التكليف، على الجميع، الاستفاقة من سكرة التكليف؟ على امل ان يترجم التفاؤل واقعا وتولد حكومة الانقاذ يبقى الترقب سيد الموقف، تختم المصادر.