الأمل الذي عاد يراود اللبنانيين في امكان انقاذ بلادهم مما تتخبط فيه من ازمات مع تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة المهمة التي رسم لها الطريق وحدد برامج عملها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يكبر في كل يوم مع التقدم في عملية التأليف وتسهيل القوى المعنية لهذه الخطوة الانقاذية التي من شانها ان تعيد لبنان الى وضعه الطبيعي والمعتاد، يبدو انه مستمر، على ما تقول اوساط دبلوماسية تراقب الوضع اللبناني عن كثب لـ”المركزية”، ما دامت المبادرة الفرنسية تحظى بالدعم الاميركي المطلوب لتوفير الغطاء الاقليمي والدولي لخطوة باريس الحريصة على تعزيز وجودها من خلال ما ستنظمه من مؤتمرات دعم مالي للبنان تمكنه من النهوض مجددا من الازمة التي انزلق اليه، وذلك انطلاقا من ان بلاد العم سام وحدها القادرة على توفير الاموال اللازمة والمطلوبة لمثل هذا النهوض ومن خلفها دول الخليج حكما.
وإذا كانت فرنسا حريصة على حفظ مصالحها السياسية والثقافية في لبنان وتعزيزها فإن السؤال الذي يتبادر الى الاذهان هو ماذا تريد الادارة الاميركية من هذا البلد الذي لا تتعدى مساحته مساحه اصغر ولاية فيها. جوابا تقول الاوساط نفسها ان الادارة الاميركية وخصوصا الحالية التي تتطلع الى بقائها في البيت الابيض تريد تحقيق امرين اساسين الاول استكمال عملية ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل مع قد يستتبعها والتي ما كانت تتم خطوتها الاولى “اتفاق- الاطار” لولا موافقة حزب الله التي ترى اميركا انه قادر على توفير الغطاء للخطوة الثانية التي لا بد للبنان ان يخطوها في اتجاه التطبيع مع اسرائيل شأنه شأن بقية الدول العربية الاخرى لاستكمال عملية السلام في المنطقة.
الثانية: تعزيز وجودها على الساحة اللبنانية في ضوء عملية تقاسم النفوذ الجارية في الشرق بحيث تستحوذ هي على لبنان البلد الواعد بمخزونه وثروته النفطية والغازية ذي الموقع الجغرافي الهام الذي طالما اعتبر همزة وصل بين الشرق والغرب وبوابة للعالمين العربي والغربي.
وتضيف الاوساط داعيةً الى ترقب تعاطي حزب الله في المرحلة المقبلة مع الملفات المحلية والاقليمية، فإذا ما استمر على الايجابية التي اتسمت بها عملية ترسيم الحدود تكون الصفقة التي قيل ان الحزب لم يكن بعيدا عنها صحيحة وقد تجد طريقها الى الاستكمال في تشكيل حكومة المهمة التي يتولاها الحريري، وذلك على رغم العقوبات التي فرضتها الادارة الاميركية الاسبوع الماضي على القياديين في الحزب ابراهيم امين السيد ونبيل قاووق.