فقدت المبادرة الفرنسية الكثير من زخمها منذ مطلع ايلول الفائت ولغاية اليوم، وجاءت الاحداث الامنية لتغير اولويات باريس وتجعل الداخل يتقدم على ما سواه.
فقد اوضح مصدر ديبلوماسي ان ما يحصل في الداخل الفرنسي لا ينفصل عن الهجمة ضدها في الخارج، حيث الاشتباك قائم مع الاتراك، وتوتر في ليبيا واليونان وعدد من الدول الشرق اوسطية…. وهذا ما ينعكس على سياساتها الخارجية من ضمنها المبادرة تجاه لبنان، التي تفرملت مع العلم انها اساسا تسير ببطء او متوقفة.
الالوية الفرنسية
واوضح المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم” ان المبادرة لن تلغى، لكن الاولوية عند الادارة الفرنسية اليوم هي معالجة الازمة الداخلية ليس فقط على المستوى الامني بل ايضا على مستوى السياسة والعلاقات الخارجية والاقتصاد الذي يعاني بدوره من وضع دقيق اسوة بكل اقتصادات العالم نتيجة وباء كورونا.
وقال: بالتالي ما تبقى من المبادرة الفرنسية هو العناوين العريضة، التي اصبحت مرجعية لكل الاطراف من خلال الاتفاق على ما تضمنته من بنود.
بند على جدول الاعمال
وردا على سؤال، اشار المصدر الى انه في انتظار لحظة ما تعيد تنشيط المبادرة الفرنسية، هناك عدة ملفات متقاطعة لها تأثيرها على الساحة اللبنانية، فالى جانب الانتخابات الاميركية، لا بد من انتظار نتائج ترسيم الحدود وايضا نتائج الانتخابات الايرانية في آذار المقبل. وبالتالي لا يمكن تصوير المبادرة الفرنسية، على اساس انها وحدها من يحل المشكلة اللبنانية او تزيدها تعقيدا بل هي بند على جدول اعمال.
ورأى المصدر انه في مقابل هذا الواقع هناك استعجال في الداخل اللبناني، لا سيما ان انتظار نتائج الانتخابات الاميركية ليس في مكانه لان اعلان اسم الفائز الاسبوع المقبل لا يعني اطلاقا وضوح المسار الاميركي، فحتى ولو انتخب ترامب مجددا، فان السياسة الاميركية الخارجية وتطبيق الوعود لن تظهر خيوطه قبل مطلع العام.
الاستعجال
واذ اشار المصدر الى ان كل العناصر الموضوعية لا تدفع الى استعجال التأليف، الا ان هذا الاستعجال، لا ينفصل عن ملف ترسيم الحدود، الامر الذي اذا سار قدما نحو نتائج ملموسة، فانه سيفتح المجال امام شركات استخراج النفط للاستعداد للاستثمار على جانبي الحدود، ومنها شركة توتال الفرنسية.
واذ لفت المصدر الى الاتفاقات التي توقع بين اسرائيل والامارات لا سيما بين الموانئ، يدل على ان هناك شيئا ما يحضّر للعقود القادمة منذ الآن ، وبالتالي لا يجوز على لبنان ان يتلهى بالتفاصيل.
وسئل: الا يصطدم هذا التحضير بموقف رافض لقوى الممانعة، اجاب المصدر: الممانعة تحتاج الى تمويل، والدول التي كانت تاريخيا ممولة لهذا النهج ذهبت الى التطبيع، سائلا: وما سيكون مصير “الممانعة” و”المقاومة” اذا حصل اتفاق بين طهران وواشنطن؟!