Site icon IMLebanon

“صراع” على “أسرّة كورونا” في مستشفيات النبطية

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

لم يعد هناك أسرّة شاغرة في الأقسام المخصصة للمصابين بكورونا في مستشفيات النبطية.

لم يجد احد المصابين مكاناً له في غرف العناية بعدما تضررت رئته وتوقفت عن العمل، وبات يبصق دماً، حالته مستعصية جداً، ويحتاج عناية فائقة، ولم تفلح كل الاتصالات التي وردت الى اقسام كورونا في مستشفيات النبطية بإيجاد سرير.

“مفوّلة” هو الجواب الذي يتلقاه، حتى مستشفيات بنت جبيل وصيدا لم تعد تتسع لأي مريض، ما يضعنا أمام السيناريو الاسوأ: الموت على أبواب المستشفيات. هو نفسه الذي لطالما رفض وضع كمّامة، والتقيد بالتباعد الاجتماعي، عادة ما كان يتنقل بين مقهى وآخر، يدخن النرجيلة هنا ويرتشف فنجان قهوة هناك، ويسهر مع رفاقه كل يوم، غير أنه حين أصيب بكوفيد-19 لم يجد أحداً بقربه. الكل هرب منه مخافة من العدوى، كانت الاوجاع المبرحة تتسلل الى جسده من دون أن يجد من يبلسمها. شعر بالموت قبل أوانه، على حد وصفه. بصعوبة وجد جهاز تنفس.

أكثر من حالة كورونا لم تجد طريقها الى المستشفى، الاولوية لمن يصل اولاً، وهذا ما سبق للمستشفيات أن حذرت منه، لا سيما وان العوارض المصحوبة بالإصابة، تختلف بين مريض وآخر. الخبر الصاعقة بالنسبة للناس، أن الدكتور رائد رطيل إضطر لفتح حنجرة أحد المصابين ليتمكن من التنفس عبر جهاز التنفس الاصطناعي. وجهد الطبيب لانقاذ حياة المريض، وليؤمن طريق الهواء الى رئتيه.

في منطقة النبطية، ثمة قسمان استشفائيان مخصصان لمرضى “كورونا”. احدهما في مستشفى النبطية الحكومي ويضم 38 سريراً بينهم 22 عناية مركزة، والثاني في مستشفى الشيخ راغب حرب افتتح قبل أسبوع ويضم 31 سريراً، بينهم 13 عناية فائقة.

وكلا القسمين “مفوّل” نتيجة ارتفاع أعداد الاصابات. مصادر في دائرة الصحة في النبطية أعلنت خشيتها من تدهور الوضع الصحي، نتيجة عدم التزام الناس بالوقاية، وترى أنه “بات من الصعب تأمين سرير لمصاب كورونا، أو هناك من يصر على ان الوباء لعبة تجارية”.

وإذ تدعو الناس لارتداء الكمامة والتزام الحجر. إلا انّ هذه التعليمات لا تحتل أولوية الناس.