Site icon IMLebanon

التأليف يسلك طريقا وعرة

كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:

اوضح مصدر سياسي متابع لملف التأليف ان الشروط والمطالب الداخلية تلتقي مع الضبابية الخارجية، وتضع التأليف امام طريق وعرة.
ورأى المصدر انه على المستوى الداخلي، يحاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان “يرد الاجر” للرئيس المكلف سعد الحريري الذي يحاول اخراجه من التركبية الحكومية، وبالتالي فضّ الشراكة التي كانت قائمة بينهما منذ تسوية العام 2016.
واشار المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ان العرقلة الحاصلة تأتي من خارج القصر الجمهوري، حيث ان الرئيس ميشال عون تماهى مع مطلب الحريري بان يتم التأليف بينهما حصرا، ولكن خًلقت العقبات امامه مرّة من النائب طلال ارسلان، ومرة اخرى من باسيل. في حين ان الثنائي الشيعي حتى اللحظة لا يتدخل بعدما سلّم بالمداورة في كل الحقائب باستثناء وزارة المال التي حصل عليها منذ ما قبل التكليف.

المستوى الخارجي
اما على المستوى الخارجي، فاشار المصدر الى ان اتصالات الحريري لم تتوقف، في محاولة لاستشراف المواقف الدولية وتحديدا الموقف الاميركي، وقال: فرنسا متحمسة للاسراع في تأليف الحكومة انطلاقا من مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، لكنها حذرة من اسلوب التعاطي، وقد وصلت رسالة فرنسية الى الحريري مفادها انه ذهب ابعد من مضمون المبادرة، لكنها ابلغته انه اذا كان بستطاعته ان يحدث خرقا، فهي تؤيده.
واضاف المصدر: الموقف الاميركي كما الخليجي ضبابيان. صحيح ان واشنطن تؤيد دائما استقلال لبنان وسيادته، لكن الحريري في مهمته هذه لم يحصل على تأييد مباشر. واعتبر ان الجانب الاميركي وان فرمل العقوبات، الا ان ذلك ليس من اجل اطلاق الحكومة اللبنانية، بل هناك حسابات تتعلق بالوضع الداخلي الاميركي، الى جانب اعطاء فرصة لمنع الانهيار الكامل للدولة اللبنانية.

الثنائي الشيعي
وفي هذا السياق، كشف المصدر ان الحريري ابلغ المقربين منه انه اذا استمرت العرقلة على هذا النحو، فهو “سيتخذ قرارا كبيرا”… قد يصل الى الاعتذار، لكن هناك عدة محطات سيسلكها قبل الوصول الى هذا الموقف.
وردا على سؤال، رأى المصدر انه ليس واردا ان يقدّم الحريري تشكيلة من 18 وزيرا ويضعها عند رئيس الجمهورية، فالرئيس المكلف يدرك ان ليس هذا هو اسلوب التعاطي مع عون، كما انه مثل هذه الخطوة دونها عقبات وستخلق المزيد من التعقيدات لاحقا. وبالتالي قد يجري الحريري اتصالات خلال اليومين المقبلين من اجل ان يحسم موضوع استمراره بالتكليف او الاعتذار، وهو كان قد ردد امام زواره: “المراوحة مزعجة وكذلك الاعتذار”.
لكن، المصدر جزم ان الامور لن تطول كما كان يحصل سابقا، ويعتبر الحريري نفسه انه اصبح شريكا اما في الحل كما في التعطيل، مع الاستمرار بالتكليف دون اي خطوة الى الامام.
وماذا عن الثنائي الشيعي، اشار المصدر الى ان هذا الاخير لا يتدخل بالمباشر، كونه يريد مدّ الحريري بالاوكسيجين، وبالتالي فانه لان يخوض معارك الآخرين الا اذا استدعت الضرورة ذلك، وفي المقابل يستطيع باسيل خوض معركته من خلال ادواته الذاتية.

الخضوع للمحور الايراني
وهل يرتبط شكل الحكومة بنتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، اجاب المصدر: هذه الحكومة، شكلا واطارا، ومدى قوة الحريري داخلها تتعلق بهوية الرئيس الاميركي القادم. وقال: لاول مرة في الولايات المتحدة نسمع كلاما عن امكانية حصول مشاكل على خلفية الانتخابات، واذا حصل ذلك، فان الادارة الاميركية ستتلهى بشؤونها الداخلية سيصار الى اخضاع لبنان بالمباشر الى المحور الايراني.
وختم المصدر: لا يحسد الحريري على وضعه: فلا الحلفاء في الداخل حسموا خياراتهم لا بل تصفية الحسابات مستمرة بينهم، ولا من الخارج تلقى اشارات واضحة.