كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
تتصاعد في الفترة الأخيرة وتيرة التنبيهات من مخاطر انتهاك خصوصية وبيانات المستخدم في مواقع التواصل الإجتماعي عامة و»فيسبوك» خاصة، بحيث نُشِرَت دراسات علمية عديدة لتبيان هذه المخاطر.
باتت شبكات التواصل الإجتماعي، التي يظنّ الناس أنها عالم مثالي يتفاعل فيه الأشخاص بشكل ودي واجتماعي ويتبادلون فيه الصور وتفاصيل حياتهم اليومية، عُرضة للعيون المتطفلة ذات النوايا التي يشوبها الخبث من جهة، وسوق لبيع الخصوصية من جهة ثانية. فقد سمعنا في الآونة الأخيرة الكثير من الفضائح عن بيع منصات التواصل بيانات مستخدميها لشركات وأفراد، وتوظيفها في مجالات كثيرة، مثل الإعلانات. يذكر أنّ شركات المعلوماتية تواجه الآن قواعد أكثر صرامة بشأن موافقة المستخدمين على شروطها، وكذلك غرامات كبيرة في حال خرق البيانات الشخصية للمستخدمين، خاصة بعد صدور لائحة حماية البيانات العامة للإتحاد الأوروبي، التي دخلت حيّز التنفيذ في شهر أيار الماضي، وتركّز على حماية البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت.
عدم انتهاك البيانات
أصبح الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي قلقين بشأن الخصوصية، الأمر الذي بدأ يطرح علامات استفهام كبيرة في عالم المعلوماتية عن إمكانية استغلال البيانات الشخصية بشكل أفضل في المستقبل. وفي ظل دعوات الحفاظ على خصوصية المستخدم وعدم انتهاك بياناته وبيعها لشركات مراكمة الأرباح، بدأت منصة «MeWe» تسوّق نفسها على أنها منصة تواصل اجتماعي خالية من الإعلانات، تحت شعار «حياتك الخاصة ليست للبيع»، علماً أنّ عدد مستخدميها وصل إلى 9 ملايين منذ انطلاقها عام 2016، وهو رقم بعيد جداً عن فيسبوك الذي تعدّى عدد المستخدمين فيه المليارين. و«MeWe» هي خدمة وسائط وشبكات اجتماعية أميركية عبر الإنترنت مَملوكة لشركة «Sgrouples»، ومقرّها في كاليفورنيا.
ثورة في الخصوصية
قال الرئيس التنفيذي لـ«MeWe»: «إننا نتحقق من هواتفنا 150 مرة في اليوم، لكنّ الهواتف تعتمد علينا أكثر مما نعتمد عليها». وأضاف أنّ «الخصوصية الحقيقية أصبحت من مخلّفات الماضي، وكلما زاد الوقت الذي نقضيه في استخدام التواصل الإجتماعي، زادت الإيرادات التي يمكن أن تكسبها شركات التواصل الاجتماعي من عائدات الإعلانات». وفي بيان رسمي صدر عن الشركة، قالت إنها تقود ثورة الخصوصية في وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تمتلك وثيقة حقوق الخصوصية التي تمنح مستخدميها سيطرة كاملة على بياناتهم وخصوصياتهم. وأشارت إلى أنه لا توجد إعلانات ولا استهداف ولا تعرّف الى الوجوه ولا تنقيب في البيانات ولا تلاعب بموجز الأخبار على منصة «MeWe». فهي مكان آمن لجميع مناحي الحياة والتواصل من دون خوف من التنمّر، وهي مُتاحة عبر أنظمة «أندرويد» و«آي أو إس» و«الويب» بما يَصِل إلى 19 لغة.