كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
أمام فجور السلطة السياسية وتفوّقها على نفسها بكل المقاييس والمعايير اللامبالية واللاأخلاقية في مقاربة أزمة البلد وأوجاع الناس، يكاد اللسان يعجز في توصيف انفصام أهل الحكم عن الواقع وتعاليهم على المصلحة الوطنية العليا لتحقيق مصالح حزبية وسياسية وطائفية ومذهبية… وهم لا يتوانون، بوقاحتهم المعهودة، عن الاستمرار بمقامرات ومغامرات هدّامة لآخر فرص الإنقاذ والإصلاح، فحوّلوا المبادرة الفرنسية وحكومة الاختصاصيين إلى “بورصة” يتحكم بمؤشراتها، صعوداً أو نزولاً، سهم التحاصص ونهم الاستيزار. وبحسب مؤشر الساعات الأخيرة، تؤكد المصادر أنّ أسهم التأليف “على نزول”، ربطاً بكون الأمور عالقة “عند أكثر من نقطة والتأزم يتمدد في أكثر من اتجاه”.
وتوضح المصادر أنّ النقاش المحتدم راهناً يتمحور حول “الحصة المسيحية” في التشكيلة العتيدة، وسط اتساع الهوة في التوجّهات بين قصر بعبدا وبيت الوسط حيال حجم هذه الحصة وتوزيعها بين الرئاسة الأولى والكتل النيابية المشاركة في عملية التكليف والتأليف، ليبدأ التوتر السائد في المشاورات على الجبهة الرئاسية، ينسحب تباعاً على الأفرقاء الآخرين في ضوء ارتفاع الأصوات المعترضة على حصة من هنا والمطالبة بحصة من هناك، محذرةً حيال ذلك من أنّ “عامل الوقت لا يلعب في مصلحة تقريب وجهات النظر بل يزيد من التباعد بينها”، وسط تشديدها على أن “في حال لم تحمل الأيام القليلة المقبلة اختراقاً ما في جدار الأزمة، فإنّ العملية الحكومية برمتها قد تعود إلى نقطة الصفر مع ما يعنيه ذلك من احتمال العودة في التصلب بالمواقف إلى ما قبل مرحلة مصطفى أديب”.