Site icon IMLebanon

لبنان في “قبضة التشدد” بملاقاة… مرحلة بايدن

… الانتخابات الأميركية، العقوبات الأميركية، والحكومة العتيدة ثالثُهما. هكذا بدا المشهد في بيروت التي ارتسمتْ في أفق أزماتها المتشابكة غيومٌ داكنةٌ جديدةٌ تشي بأن لبنان يقف على أعتاب أسابيع قاتمة يُخشى أن يتوالى فيها تَعَطُّل آخِر المكابح على طريق «جهنّم» المالي – الاقتصادي – الصحي.

فلم يكن ينقص «بلاد الأرز» إلا دخول العامل الأميركي بقوّةٍ على أزمة تشكيل الحكومة التي تُعتبر ولادتُها، وفق «المواصفات» الإصلاحية للمبادرة الفرنسية وبتأثير «مخفَّف» لـ «حزب الله» وحلفائه عليها، مفتاحَ بدء معالجة الانهيار المالي المتدحْرج وخروج بيروت من عزْلتها العربية واستعادة جسور الدعْم الخليجي.

 

ولم يتأخّر فوز جو بايدن وإطلاق إدارة الرئيس الخاسر دونالد ترامب عشية هزيمته مسارَ عقوباتٍ غير مسبوقةٍ بحقّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل كـ «رأسِ لائحةٍ» من نحو عشرين اسماً مرشّحين للمصير نفسه، في فرْض نفسه معطى مفصلياً في الواقع اللبناني سرعان ما لاحت أولى انعكاساته عبر مؤشراتٍ أوحتْ بأن مسار تأليف الحكومة بات محكوماً بأمريْن:

* الأول: «تَحرُّر» صهر الرئيس ميشال عون (باسيل) بالكامل من وهْجِ التلويح بالعقوبات ما يجعله طليقاً في محاولة فرْض شروطه في عملية التشكيل.

* والثاني استشعار الائتلاف الحاكم الذي يُعتبر «حزب الله» قاطرتَه بعدم الحاجة لاستعجال استيلاد حكومةٍ بشروطِ الإدارة التي تحزم حقائبها وأنه قد يكون من الأجدى ترْك معركة «الإنهاك» تأخذ مداها بانتظار تَسَلُّم بايدن وتَبَلْوُر كيفية تعاطيه مع الملف الإيراني الذي يُقارَب الملفُ اللبناني أميركياً من زاويته، وخصوصاً في ظل ترقُّب مآل التفويض الأميركي الذي كان ممنوحاً للرئيس ايمانويل ماكرون في مبادرته.