IMLebanon

ندى أبو فرحات: لبنان جميل ولكن حكّامنا “مقبرتنا”!

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

تعمل الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات دوماً على تطوير نفسها وأدائها التمثيلي، لذا يلمس المشاهد مجهودها في المسرح، وعلى التلفزيون وحتى في الفن السابع. بان ذلك في مسلسل “أولاد آدم” أخيراً حيث أدّت دورها بحرفيّة. We Help (نحن نساعد) حملة أطلقتها أبو فرحات منذ الخامس من آب الفائت، أي بعد يوم على الانفجار الزلزال الذي دمّر المرفأ. أخذت على عاتقها هذه المبادرة الفردية لإعادة إعمار النفوس قبل البيوت. “نداء الوطن” رافقت أبو فرحات خلال إحدى جولاتها وكان هذا الحوار “من القلب”.

عرّفينا بالحملة، من هم المتطوّعون فيها وما هي الأعمال التي تقومون بها؟

نحن مجموعة We Help، بدأنا العمل على الأرض في اليوم التالي لانفجار بيروت. نشرت حينها مقطع فيديو على “إنستغرام” طلبت فيه من المتابعين مساعدة المتضررين من انفجار بيروت.

تلقّيتُ اتّصالات هاتفية عدة وتطوّع الكثيرون للمساعدة كما وصلتني مساعدات للعائلات المتضررة.

راحت المجموعة تكبر وتنمو، فنحن اليوم 60 شخصاً. بدأنا بإعداد الأطباق الساخنة وتوزيعها على البيوت المتضررة، ومن ثم رحنا نرصد الحاجات الأساسية لهؤلاء الأشخاص، نتواصل مع المانحين ونؤمّن ما هم بحاجة إليه. تغيّرت الحاجات من أطباق ساخنة بداية الى أثاث للمنزل، ألمنيوم، زجاج، أدوات تنظيف، ثياب… واليوم نؤمّن أقساطاً جامعية، مدرسية، كمبيوترات محمولة.

كيف تتمكّنون من تأمين كل هذه الحاجيات لهذا العدد الكبير من الناس؟

نحن نعمل كفريق واحد، لذا نقسّم المهام ونبقى على تواصل دائم. تنظيم العمل أساسي لاستمراريته بالطريقة الصحيحة. ومن المؤسسين في الحملة: نغم لبّس، نسرين متياس، ماريا نجيم، كريستينا حداد، روي عازار الذي زار بيوت الكرنتينا وساعدهم مادياً وعينياً. هؤلاء الأشخاص تطوّعوا لجعل We Help تصل الى العدد الأكبر من الناس المحتاجين والمتضررين.

من هم الفنانون المشاركون في الحملة؟

سيرين عبد النور، وسام صليبا، دانييلا رحمة، أندريه ابو زيد، فيفيان عازار، رولا حمادة، وغيرهم كُثر.

ما هي المشاهد التي أثّرت بك كثيراً؟

بكيت يومياً لدى رؤيتي حجم الوجع الموجود في بيوتنا وشوارعنا. ومن أثّر بي بشكل كبير هم العجزة المتروكون والأطفال الصغار الذين يعيشون من دون حليب أو حفاضات. عجزة وأطفال ينامون من دون سقف أو طعام في ظلّ الخوف من المجهول.

هل شعرت بأنك تتركين بصمة في ما تفعلينه؟

نقوم منذ فترة بمساعدة فتاة تعمل بجهد ونشاط، مثقّفة ومتعلّمة. فقدت يديها فساعدناها لتقوم ببعض العمليات الجراحية. واليوم بالذات اتّصلت بها للاطمئنان عليها. بكت الفتاة تأثّراً فأدركتُ أنها صلّت لمار شربل واتّصلتُ بها حينها. فرحتُ كثيراً وشكرتُ الله على وجوده معنا في هذا الوقت العصيب. أدركتُ أنها بحاجة ماسة لعملية جراحية أخرى، فأمنّا لها ما هي بحاجة إليه.

ما الذي علّمتك إياه هذه التجربة؟تعلّمت أنّ الفرح الحقيقي يولد بالمشاركة والمساعدة وزرع البسمة على الوجوه الحزينة وفي العيون الذابلة.

كيف ترين بيروت اليوم؟

بيروت كانت وستبقى جميلة. ما تعرّضت له أخيراً أمر مؤذٍ وأسوأ من الحروب كافة التي خيضت على أرضها. لا أعلم إن كانت بيروت ستقف مجدداً أو حتى إن كان أهلها سيتمكّنون من متابعة حياتهم بشكل عادي في ظلّ الأضرار المادية والمعنويّة الجسيمة التي يعانون منها.

هناك أطفال في حالة خوف ورعب، وضع إقتصادي متردٍّ، شباب يهاجر…

هل تفكّرين بالهجرة؟

طبعاً أفكّر بالهجرة وبكلّ ضمير مرتاح. إذ وطني يأخذ مني ومن عائلتي أكثر بكثير ممّا يعطيني.

(تسكت، تدمع عيناها وتتابع): ليست من مهامّنا مساعدة العائلات المتضررة، بل من مهام الدولة، “هالزبالة اللي حاكمتنا، يروحوا ينكبّوا ببراميل الزبالة”. نحن نطالب بحكّام يدركون جيداً مهامهم ويحكّمون ضمائرهم وإنسانيتهم، لأن “معكم إنتوا يا زبالة ما رح نوصل لنتيجة!”

هل لبنان مقبرة المواطن والفنان والمثقف والإنسان؟

كلا، لبنان بلد جميل جداً لكنّ المسؤولين هم المقبرة بحدّ ذاتهم. ها نحن اليوم نتكاتف ونتعاون، يجب أن نكون بمثابة دروس وعبر لهؤلاء البجم والحيوانات.

أتعلم بأنّ البلديات لم تتعاون معنا؟ لم تزوّدنا حتى بأسماء العائلات المتضرّرة أو بأرقامها؟

ما هي حكمتك بالحياة؟

أن أقوم دوماً بأمر أحبه كثيراً. فاليوم والى جانب التمثيل، مهنتي التي أعشقها، أقوم بتأمين يد العون لكلّ حزين ومحتاج.

من هو مثالك الأعلى؟

كلّ شخص يعيش بسلام، كل رجل ثمانيني أمّن الأفضل لأولاده ويعيش بكرامة. لكن للأسف في لبنان يقوم بعض العجزة بالبحث عن طعامه في مكبّات النفايات كي يتمكّن من العيش.

كلمة أخيرة؟

أشكر كلّ من ساعدنا ومّد لنا يد العون، خصوصاً المتبرّعين والمغتربين.

أوجّه نداء لكلّ مساعد: نحن بحاجة الى قرطاسية للأطفال، أغراض للمطبخ، حليب، حفاضات، طعام، أثاث منزل، فوط صحية، ألعاب، كمبيوتر…

كما آمل أن نتمكّن من توزيع الواقيات الذكرية، إذ ليس من المنطق أن تعاني العائلات من الجوع والفقر وتستمرّ بالانجاب. يجب التوعية على هذا الموضوع: الولد أكبر وأثمن هدية من الله، لذا عليك أن تعتني وتهتم به لا أن تجعله يعيش في ظروف قاسية وصعبة، لأن الاساس يكمن في التربية الصحيحة لتأمين الخير العام للعائلة، المجتمع والوطن!

طلعينا على المهام التي تسعون لإنجازها في الحملة؟

استلمنا البيوت المتكسّرة والمتضررة من الانفجار. نتعاون مع فريق مطّلع يرصد لنا الأضرار على الأرض ونحاول إصلاحها بأسرع وقت ممكن وقبل بداية الشتاء.

كيف تتأكدون من أن الناس هم فعلاً متضررون وبحاجة؟

نقوم بزيارة البيوت بيتاً بيتاً، نتأكد من الوضع ونبني “داتا” كاملة من ناحية عمل الأم والبيت، مصادر المداخيل، نسبة الأضـرار، عدد الأولاد…

ما هو عدد المنازل الذي قمتم بترميمها؟

رمّمنا أكثر من 25 منزلاً الى الآن. بعض البيوت أمنّا لها ما ينقصها من زجاج وألمنيوم وأثاث، والآخر أمنّا له الحاجــات الأساسـيــة مــن أدوية وطعام…

للمساهمة:

https:/‏/‏www.gofundme.com/‏f/‏we-help-beirut-blast-victims

https:/‏/‏www.instagram.com/‏nadaaboufarhat/ ‏أو على صفحة الممثلة ندى أبو فرحات على “إنستغرام”: كما يمكنكم مشاهدة مقطع الفيديو المصوّر للحملة على موقع الجريدة الإلكتروني

https:/‏/‏www.nidaalwatan.com/‏section/‏9-extra-life