سيكون على البروفسور ديدييه راوول، الطبيب المتخصص في الأحياء الدقيقة والأمراض السارية، الذي يعتبر أحد أهم المنظرين لاستخدام “الكلوروكين” لعلاج كورونا، أن يقف أمام لجنة الانضباط في نقابة الأطباء، لاستجوابه في اتهامات عدة موجهة له، منها إشاعة معلومات خاطئة، وتعريض حياة المرضى لخطر غير مبرر، إضافة إلى الاحتيال والنصب عليهم.
وكان المئات من زملاء الطبيب الذي يعمل في المعهد الطبي الجامعي في مرسيليا، جنوب فرنسا، قد تقدموا بشكاوى ضده لأنه أوهم الرأي العام بأن عقار “الكلوروكين” علاج فعال للمصابين بكوفيد- 19، وفق “الشرق الأوسط”.
وليثبت نظريته عن الكلورين، استخدم فريق راوول المادة عند ظهور الوباء كتجربة على 24 شخصاً مصابين بكورونا، وكانت النتائج إيجابية بنسبة 75% حيث تعافى ثلاثة أرباع المشاركين في التجربة تماماً، بعد ستة أيام من خضوعهم للعلاج.
غير أن تلك التجارب لم تلقَ قبولاً في الأوساط الطبية والعلمية. وجرى اتهام راوول بأنه يتولى المبالغ فيه لعقار معين، وبمخالفة تسع مواد من أخلاقيات المهنة.
وتقدمت الجمعية الفرنسية للأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية بدعوى قضائية في تموز الماضي أمام المجلس المحلي لنقابة أطباء “بوش دي رون”، ضد راوول، باتهامات قد توقع عليه عقوبة تتراوح بين التوبيخ وبين الحرمان النهائي من ممارسة الطب.
من جهته، لم يلتفت راوول للاتهامات، وواصل إعطاء عقار “الكلوروكين” لمرضى كورونا. وأمام هذا الإصرار، كرر زملاؤه دعواهم ضده، مستندين إلى أن الأخلاقيات الطبية تمنع أي طبيب من أن يسوق لدواء ما على أنه “منقذ للحياة” أو “لا يشكل خطراً على الذين يتناولونه ما دام لم يخضع لتجارب علمية وطبية معمقة”.
من جانبها، اعتبرت وزارة الصحة الفرنسية أن التجربة التي قام بها راوول صغيرة ومحدودة، ولا يمكن الاعتماد عليها للبدء في وصف العلاج.