رأى رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، أن الرئيس المكلف سعد الحريري، ذهب الى حرب التأليف دون سلاح، وبصدر مكشوف لخصومه، فعوضا عن ان يذهب محصنا بدعم حلفائه التاريخيين، اي القوات اللبنانية والكتائب والتقدمي الاشتراكي، ومن خلفهم بكركي، اكتفى بالدعم الذي قدمه له الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي لا يشكل رافعة مسيحية أساسية، فدخل ارض المعركة وحيدا في مواجهة ترويكا طاحنة، ألا وهي بري، نصرالله وعون. من هنا يؤكد محفوض، ان الحريري لن يستطيع وحيدا تسجيل اي إصابة في مرمى الترويكا المشار إليها، وبالتالي فإن خيار الاعتذار عن تشكيل الحكومة وارد لديه، على عكس ما يشاع ويحاول البعض تسويقه إعلاميا وسياسيا.
وعليه لفت محفوض في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن اعتذار الرئيس الحريري ان حصل، لن يكون بمستوى اعتذار مصطفى أديب، فاعتذار الأخير أدى الى حرق ورقته الشخصية كمرشح نشيط لرئاسة الحكومة، بينما اعتذار الحريري، سيحرق ورقة المرجعية السياسية في الشارع السني، مع المفارقة ان اعتذاره سيحدث صدمة كبيرة لدى الترويكا الخصم، لكونها متمسكة وبقوة بتكليفه لتشكيل الحكومة، مشيرا تبعا لما تقدم ان لقاءات بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، مضيعة للوقت، بدليل ان الرئيس الحريري لم يحمل خلال اللقاءات السابقة اي توليفة حكومية لعرضها على الرئاسة.
واستطرادا، لفت محفوض الى انها المرة الثالثة التي يكلف فيها الرئيس الحريري تشكيل الحكومة في عهد الرئيس عون، وفي المرتين السابقتين، كان ما ان يصدر مرسوم الرئاسة بتكليفه، حتى يغص بيت الوسط بالمهنئين، من سفراء وديبلوماسيين لتقديم الدعم، ولمد يد المساعدة لحكومته، وذلك على عكس التكليف الثالث، الذي أتى باهتا ومجردا من اي تهنئة عربية وغربية، ما يعني من وجهة نظر محفوض، ان الدول الصديقة عربية وغربية، وجهت للحريري رسالة استياء عارم من الطريقة التي يتم فيها تشكيل الحكومة.
وعما إذا كانت العقوبات الأميركية بحق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مؤشرا لاعتذار الرئيس الحريري، على غرار اعتذار مصطفى أديب بعيد صدور العقوبات بحق الوزيرين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل، لفت محفوض الى ان على الرئيس عون وجبران باسيل، ان يشكرا الرئيس الحريري الذي ساهم وتوسط وجهد منذ سنوات لإبعاد كأس العقوبات عن باسيل، «فهل من ينسى مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الحريري في مزرعته الأميركية على شرف وزير خارجية أميركا مايك بومبيو؟ التاريخ يسجل».
وختم محفوض مشيرا الى ان مشهدية تأليف الحكومة، ان أكدت شيئا، فهو ان عهد الرئيس عون سينقضي دون حكومة حقيقية فاعلة، إذ ان حكومات المحاصصة التي تعاقبت بعهده، تخصصت بالخلافات والتعطيل وضرب هيبة الدولة، ولم تتمكن بالتالي من تقديم اي إنجاز إصلاحي موعود، متوجها الى قصر بعبدا بالسؤال: «متى يحين موعد حكومة العهد الأولى يا فخامة الرئيس؟».