كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:
قناع الوجه، غسيل اليدين، معقمات وقلق… كلها عوامل تساهم يومياً في مشاكل البشرة، لا سيما في الوجه واليدين. فكيف يمكننا الوقاية؟ ومتى نستشير اختصاصياً؟
في حديث مع «الجمهورية» قالت الدكتور رولا جاموس، وهي طبيبة جلد في مستشفى ومركز «بيلفو» الطبي: «إنّ المشاكل في الجلد ليست حجة لعدم ارتداء قناع الوجه أو تعقيم اليدين وغسلهما باستمرار، فخطر الإصابة بفيروس كورونا أكبر بكثير من خطر تسبّب الوسائل الوقائية بمشاكل في البشرة». تعرّفوا معنا إلى مختلف المشاكل والحلول المتوفرة.
الحساسية
أوضحت جاموس: «ليس كل ما يظهر على الوجه من احمرار وبثور هو حساسية. فالحساسية الفعلية جرّاء ارتداء قناع الوجه نادرة جداً. في هذه الحال يجب استشارة طبيب الجلد كي يؤكد أنها بالفعل حساسية، وكي يعطي العلاج المناسب.
في الواقع، لا يسبّب القناع الطبي إجمالاً الحساسية. ولكن ثمّة قناعات قماشية منتشرة اليوم في الأسواق، قد يكون الشخص يعاني حساسية على بعض مكوناتها أو المواد الملونة، وهذا الأمر نادر طبعاً. إذا حصل وتمّ تأكيد الحساسية، يُصار إلى معالجتها وتغيير نوع القناع إلى آخر من القطن شرط أن يراعي معايير الحماية من فيروس كورونا، أو إلى القناع الطبي.
آثار القناع على الوجه
بحسب جاموس: «يترك القناع أحياناً آثاراً على الوجه لدى استعماله لمدة طويلة، أو إذا كان القناع N95 المستعمل مشدود بشكل مُبالَغ فيه على الوجه. وفي هذه الحال يجب تَرخيته قليلاً بشكل يحمي من الفيروس من دون أن يؤذي البشرة. بالإجمال، عند خلع القناع ترتاح بشرة الوجه. وفي حال لم تختف الآثار عنه، يمكن استعمال كريم خاص يريح البشرة».
البثور وحب الشباب
وفي هذا الصدد، تقول جاموس: «هذه المشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين يتمتعون ببشرة دهنية قابلة لظهور البثور أصلاً. فلا تطهر البثور عادة على بشرة جافة أو عادية. ما يحصل هو تفاقم في حب الشباب، أو ظهور لحب الشباب مُستجد عند شخص لم يكن يعاني منذ فترة هذه المشكلة، ولكنّ بشرته مختلطة أو دهنية. والسبب أنّ القناع يخلق منطقة مغلقة تغيّر في توازن البكتيريا المتواجدة عادة على البشرة، وتزيد الافرازات الدهنية فيها. والعلاج سهل يقرره طبيب الجلد أو يعدّله، بحسب الحالة.
الوردية
«يعاني الأشخاص المصابون بالوردية ظهور حبوب في منطقة الوجنتين، والذقن أحياناً، والتي يمكن أن تتفاقم عند ارتداء القناع. فالوردية تتأثر بالحرارة، وارتداء القناع يرفع حرارة البشرة. ويفضّل استعمال غسول للبشرة الجافة لهؤلاء الأشخاص».
الأكزيما
«هي حالات نادرة جداً، ويمكن أن يسبب القناع بزيادة جفاف البشرة ما قد يُفاقم المشكلة». ويَكمن الحل، بحسب دكتور جاموس، في «تعديل العلاج والترطيب المناسب للبشرة».
الوقاية
تشدّد دكتور جاموس على أنه «يتوجّب تغيير القناع الطبي يوميّاً أو غسل القناع المتعدد الاستعمالات بشكل متكرر. فعند ارتدائه مراراً من دون غسله، تبقى الإفرازات الدهنية على القناع، لا سيما عند استعمال المكياج. وأنصح بغسل الوجه بالصابون أو الغسول المناسب للبشرة قبل ارتداء القناع وبعد استعماله، صباحاً ومساء، بمنتجات طبية خالية من أية عطور وروائح، لتخفيف مسببات تهيّج البشرة قدر الإمكان والسماح لها بالتنفس، مرطِّبة للبشرة الجافة، وخفيفة للبشرة الدهنية كي لا تسبب بظهور البثور». ولفتت الى انه «لا يجب استعمال صابون مضاد للجراثيم لغسل الوجه، ما قد يخلّ في «فلورا» الوجه، ما يعني خللاً في توازن البكتيريا على البشرة، فالقناع أصلاً يؤثر سلباً على الفلورا. ويمكن وضع واقٍ للشمس عند اللزوم شرط أن يكون مناسباً لنوع البشرة كي لا يُغلق المسام».
وأشارت د. جاموس إلى أهمية استعمال منتجات الوجه مدة نصف ساعة إلى ساعة قبل ارتداء القناع. مضيفة: «يجب تفادي وضع المكياج تحت القناع قدر المستطاع. وعند الضرورة، من الأفضل أن يكون مكياجاً خفيفاً جداً كي لا يغلق مسام البشرة».
وتابعت: «وفي حال الحاجة إلى وضع قناع الوجه لساعات طويلة، يمكن إراحته بضع ساعات كي تتنفس البشرة، بشرط التواجد في غرفة فارغة خالية من أي خطر وبائي. ومن الأفضل أن تتوجّهوا الى طبيب الجلد لمعالجة مشكلة مزعجة تواجهونها قبل تفاقم الأمور، مخافة أن يصعب علاجها»
مشاكل الجلد في اليدين
يسبب استعمال المعقمات والمبالغة في غسل اليدين مشاكل في بشرة اليدين لدى بعض الأشخاص، تتراوح من مجرد جفاف إلى حساسية. تقول د. جاموس:
«- لا حاجة إلى الهوس في غسل اليدين في الأماكن المعقمة وغير الملوثة والآمنة تماماً.
– نوع الصابون: كل أنواع الصابون كفيلة بقتل الفيروس بعد الغسل لـ20 ثانية على الأقل، ولا حاجة للصابون المضاد للبكتيريا. ويفضّل تجنّبه كونه يسبب جفافاً في البشرة، لذا من الأفضل استعمال صابون مرطِّب.
– يمكن وضع الكريم المرطب على اليدين مرتين في اليوم على الأقل (صباحاً ومساء)، ومن المفضّل غسل اليدين بصابون مرطب بدلاً من استعمال المواد المعقمة الكحولية عند الإمكان.
وختمت د. رولا جاموس بالقول: «كل تلك المشاكل البسيطة يمكن معالجتها. إذاً، هي ليست حجة لعدم الوقاية من فيروس كورونا المستجد الذي قد تكون مخاطره مميتة».