صرّح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران ستكون “أمراً جنونياً”، مؤكداً أن الإدارة الأميركية مستمرة في سياسة الضغط القصوى لتقويض قدرات طهران.
وأوضح بومبيو خلال لقاء إذاعي مع برنامج “هيو هيويت شو” The Hugh Hewitt Show، الخميس، أن “التغيير الأساسي الذي سعت إليه إدارة الرئيس دونالد ترامب هو اتخاذها بعض القرارات البسيطة بناءً على واقعيتها. فلم يعد أحد يعتقد أنه من دون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون هناك استقرار في المنطقة. وذلك متصل بحملة الضغط التي فرضناها على إيران”.
وعن تقويض الضغط، شرح الوزير “إذا قوضنا هذا الضغط، أو قوضت ثقة دول الخليج في أن الولايات المتحدة ستكون شريكاً في السلام في الشرق الأوسط، فإننا سنمر بوقت طويل وصعب للغاية”.
في إشارة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لفت بومبيو إلى أنه لم يستطع أن يفهم ردود الفعل “عندما تبنت إدارة أوباما – بايدن خطة العمل الشاملة المشتركة وجعلت من طهران محور سياستها الخارجية في الشرق الأوسط”.
وبلغة حازمة، أكّد بومبيو أن “من الجنون العودة إلى ذلك”، خصوصاً بعد “فرضنا عليهم عقوبات، وجعلنا الأمر أكثر صعوبة لتوسيع نظامهم الإرهابي، وأوضحنا أنه ببساطة لن يحصلوا على سلاح نووي”.
وتابع بومبيو: “بعد ذلك قمنا ببناء مجموعة من التحالفات الاستراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي نتج عنها العديد من القرارات الجيدة، بما في ذلك بالطبع (اتفاقيات أبراهام)، حيث لدينا الآن، لأول مرة منذ أكثر من عقدين ونصف، دول جديدة تعترف بحقيقة أن إسرائيل لها الحق في الوجود”.
وأشار إلى أن “الشرق الأوسط اليوم أصبح مكاناً أكثر استقراراً مما كان عليه عندما تولى الرئيس ترمب منصبه”.
وعن تطبيع العلاقات مع النظام الإيراني، قال وزير الخارجية الأميركي: “الوقت المناسب للتطبيع مع إيران هو عندما يلتزم النظام بالمجموعة الأساسية من القواعد والسلوكيات التي نتوقعها من كل دولة. إلا أنهم اليوم، يواصلون بناء برنامجهم الصاروخي لتوسيع قدرتهم على بث الرعب في جميع أنحاء العالم. ويواصلون التصرف بطرق لا تتفق مع الالتزامات التي تعهدوا بها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وعن الجبهة الصينية، وما إذا كان هناك مزيد من العقوبات على كيانات صينية مثل “هواوي”، قال بومبيو، إنه “لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. لا نريد أن تكون أنظمة اتصالاتنا مبنية على بنية تحتية صينية”.
لافتاً إلى أن إدارة ترمب قامت بعمل كبير لـ”الرد على تسلل الحزب الشيوعي الصيني داخل أنظمتنا، لقد طردنا الجواسيس، وجعلنا الأمر أكثر صعوبة على أذرعهم الدعائية للعمل ممن دون التسجيل كعملاء أجانب هنا”.
وحول ملف أقلية الأويغور في غرب الصين، أعرب بومبيو عن موقفه قائلاً “أزمة هؤلاء الأشخاص تتمحور حول ما يقوم به النظام الاستبدادي الصيني لقمع الرأي ومحاولة القضاء عليهم. لا نريد أن نفعل أي شيء من شأنه أن يسهم في زيادة قدرة الحزب الشيوعي الصيني على الاستمرار في تقويض الإنسانية”.
وعن الإستراتيجيات الدولية، قال الوزير الأميركي إلى أن بلاده تعمل مع “اليابان وأستراليا والهند، من أجل حماية بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي”، قائلاً: “سنبني مجموعة من التفاهمات المشتركة التي توفر مزيداً من الأمن في المنطقة للسفر، والملاحة، وغيرها”.