مع كل اطلالة لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يُفتح باب القراءات والتحليلات وتنطلق التكهنات والتوقّعات لما سيحصل بعد ما قاله.
منذ ايام، تنقّل نصرالله في مناسبة يوم الشهيد بين ملفات عديدة محلية وخارجية واضعاً النقاط على حروفها مخلّفاً وراءه جملة تساؤلات حول ابعاد ما تحدّث به وتوقيته.
وتأتي في الاطار “الرسائل” التي بعثها للداخل والخارج من خلال المواقف اللافتة والنبرة الهادئة التي اطلّ بها. حيث لفتت اوساط سياسية مراقبة عبر “المركزية” الى “تأكيده اكثر من مرّة على الاستقرار الداخلي ورفض العنف والمواجهات وحل الامور سلمياً تحت عباءة الدولة ومؤسساتها”.
ولعل الابرز في هذا المجال المطالعة التي قدّمها في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل وانطلاق المفاوضات برعاية الامم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية. فهو ابدى مرونة تجاه هذا الملف بحصره بالدولة فقط وتأكيده ان المقاومة تلتزم بما تحدده، وبالتالي تساعد مع الجيش في تحرير اي ارض محتلة”، ما يعني وفق الاوساط ان الحل سيكون بين الدولتين- وهو ما يجب ان يحصل بعيداً من الرسائل النارية المتبادلة بين الاسرائيلي من جهة وحزب الله من جهة اخرى”.
وفي الاطار، اعتبر الخبير الاقتصادي ومحلل شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر لـ”المركزية” “ان من الطبيعي ان يطلب وضع ملف الترسيم بعهدة الدولة، لانه فعلياً هو من يفاوض وبالتالي يحتاج الى غطاء الدولة، فهو من قرّر إحياء ملف التفاوض لاسباب مرتبطة بموازين القوة وإعطاء “دفعة عالحساب” لادارة الرئيس دونالد ترمب في حال إعادة إنتخابها”.
ولفت الى “ان حزب الله الذي يفاوض يحتاج الى غطاء الدولة من اجل قاعدته الشعبية التي ترفض كل تفاوض سواء كان مباشراً او غير مباشر مع العدو الاسرائيلي، كما ان تغطية الدولة للمفاوضات يُعطيه هامشاً من المناورة من اجل الانسحاب منها لاحقاً لاسباب تتعلّق بتغيير الادارة الاميركية لاستراتيجيتها، فيُعلن عدم موافقة حزبه على النقاط التي اتّفقت عليها الدولة اللبنانية مع اسرائيل خلال مفاوضات الترسيم”.
وفي وقت “مرر” نصر الله إشارة إلى احتمال حصول تطور خطر قبل مغادرة الرئيس الاميركي دونالد ترمب البيت الأبيض، مشيراً الى ان حزبه يتوقع حدثاً امنياً او عسكرياً ما، تستغله إسرائيل قبل تخلي الرئيس الأميركي عن منصبه، علماً رئيس اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي المح الى ذلك بقوله “ان مهمتنا الحالية الاستعداد للحرب المقبلة، وكان الجيش الاسرائيلي اعلن منذ يومين إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لـ”حزب الله” خرقت اجواء حدوده الشمالية، غير ان الرسائل التي وجّهها الى الادارة الاميركية الجديدة تؤكد ان لا نيّة لديه بفتح جبهة عسكرية. فهو واسرائيل وفق نادر لا يريدان المواجهة الكبرى، الا اذا حصل حزب الله على صواريخ دقيقة من ايران، عندها قد توجّه اسرائيل ضربة له، لكن يبقى هذا السيناريو بعيداً من التحقيق حتى الان”.
واشار نادر الى “ان الادارة الاميركية الحالية قد تُكثّف ضغطها في اتّجاه حزب الله من اجل ان تحصل على اكبر قدر ممكن من المكاسب قبل تسليم مفاتيح البيت الابيض لبايدن وكي تُصعّب مهمة الادارة الجديدة في ملف التعاطي مع ايران واذرعها العسكرية في المنطقة”.
ولم يستبعد في هذا الاطار “ان تصدر عقوبات اضافية على حزب الله وحلفائه “بالتواطؤ” ، مع الادارة الاميركية الجديدة، لان استراتيجية واشنطن تجاه طهران لن تتغيّر، وادارة بايدن ستستخدم سلاح العقوبات من اجل تعزيز موقعها التفاوضي”.