كتب د. أنطوان الشرتوني في “الجمهورية”:
بشكل بسيط، التخيلات الجنسية هي تصورات واعية تربط بين شخصين أو مجموعة. وقد تعبّر عن حالات أو وضعيات جنسية معينة، يفكر فيها الشخص وتوصله إلى الإهتياج الجنسي. ويعني ذلك أنّ التخيلات الجنسية هي هوامات وهمية يتخيّلها الإنسان، تحرّك وتثير عنده الغريزة الجنسية. ويمكن للإنسان السيطرة عليها بسهولة كما يمكن أن تسيطر عليه وعلى يومياته. فما هي التخيلات الجنسية عند الرجل؟ وهل هي طبيعية؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه التخيلات على حياة الرجل الجنسية؟
تختلف التخيلات الجنسية من شخص إلى آخر بإختلاف التكوين الداخلي للشخصية. ولكن التخيلات الجنسية عند الرجل تختلف عن تخيلات المرأة، التي لا تخلو ابداً من الرومانسية، بينما عند الكثير من الرجال، تتصف هذه التخيلات بالعدوانية والعنف والرغبة القوية التي يمكن أن نشاهدها أيضاً عند المرأة. وعادةً تكون هذه الخيالات «العدوانية» أقوى بكثير من الخيالات الرومانسية، حيث تتركز في تصورات حول منطقة الأعضاء الجنسية للمرأة أو عملية الجماع وعلى جسمها بشكل عام. فمن خلال الدراسات العلمية النفسية والجنسية، تبيّن أنّ الرجل يتخيل وضعيات جنسية مختلفة وفي مختلف الأماكن والأوقات، أكثر بكثير من المرأة.
التخيلات الجنسية… وموطنها
التخيلات موجودة بالفطرة لدى الانسان، وهي موجودة منذ بداية الحياة البشرية، عند جميع الطبقات الإجتماعية ولدى جميع الناس من دون إستثناء. وطبعاً، هذه التخيلات لها علاقة مباشرة بالشخص وعلاقته مع والديه خلال طفولته. وتفسَّر التخيلات كنوع من الإغواء البدائي خلال فترة «عقدة أوديب»، حيث يحاول الولد «إغواء والدته» والفتاة من «إغواء والدها»… لذا نرى الصبي الصغير يقول لأمه إنّه عندما يكبر سيتزوجها. كما نلاحظ مظاهر الغيرة تظهر عند الطفل تجاه أبيه. فهو يشعر بالضغينة والغيرة منه، كما يتمنى أن يكون مثله. ومن خلال تلك العمليات غير الواعية، يتماهى الطفل وبشكل غير واعٍ، بأبيه ويقلّد جميع تصرفاته. وهذا الأمر طبيعي جداً لتكوين الشخصية الجنسية لدى الطفل وتكوين التقسيمات النفسية لديه.
الإختلاف بين الرجل والمرأة
تتمحور التخيلات الجنسية عند الرجل عادة حول مواضيع السيطرة والضغط والقوة الجنسية والإخضاع وطبعاً الإستحواذ. ومن خلال التحليل النفسي، يمكن تفسير هذه التخيلات الجنسية في مرحلة الطفولة وسلطة الوالدين (الأم والأب) على الطفل. أما عند المرأة فنجد أنّ الحب والعاطفة يأتيان أولاً، ثم تظهر الهوامات الجنسية. ولكن هذا لا يعني أنَّ مبدأ الحب لا يدور في عقل الرجل.
كما يمكننا أن نضيف، أنّ التخيلات الجنسية عند الرجل هي أكثر وضوحاً وتفصيلاً، بينما تكون عند معظم النساء، أفكاراً سريعة وغير واضحة.
للتخيلات الجنسية أهمية كبيرة في الحياة الجنسية عند المرأة والرجل، بالرغم من إختلافها بين الجنسين:
– التخيلات الجنسية علاج للرتابة والروتين الذي يمكن أن يعيشه الشخص مع شريكه.
– على الصعيد النفسي، التخيلات الجنسية تساعد في التعويض عن الكبت الجنسي الذي يعيشه الفرد في المجتمعات العربية. فتسمح هذه التخيلات بإشباع الرغبات الجنسية المكبوتة.
– يمكن للتخيلات الجنسية أن تنتقل من الأفكار الجنسية التي تتردّد في رأس الإنسان إلى وسائل تعبيرية، فنية توازي هذه التخيلات. ويعني ذلك يمكن لشخص أن ينقل تخيلاته الجنسية إلى صناعة تحفة فنية تعبّر عنها.
– تضاعف التخيلات الجنسية المتعة الجنسية في الحياة الرومانسية عند الرجل والمرأة. وتستسلم المرأة للتخيلات الجنسية فقط لهدفين: إما لإشباع حاجتها من الحب أو للإغواء. أما الرجل، فتخيلاته الجنسية تقوده لإثبات رجوليته وجدارته في ممارسة الجنس والتنوع.
وأخيراً، تتغذى التخيلات الجنسية مما يراه الشخص ويختبره خلال يومياته. ويقوم بعض الأشخاص بتنميتها، فيما يحاول البعض إخفاءها ودفنها، حتى لا تبرز في مجال الوعي، ويعني ذلك، ألا ينتقل من «الحلم» إلى «تحقيق هذه الهوامات». غير أنّ التخيلات الجنسية يجب أن تبقى قائمة لأنّها تغذي الحياة الجنسية.
- ما هي التخيلات الجنسية التي يمكن أن تمارسها المرأة مع الشريك في العملية الجنسية؟
يظن البعض، أنّ الاكتفاء الجنسي والنضج يلغيان التخيلات الجنسية، لكن هذا غير صحيح أبداً، لأنّ التخيلات الجنسية ترافق الإنسان من المهد الى اللحد. وهناك الكثير من التخيلات الجنسية التي لا يمكن حصرها. ولكن من أهمها والتي تساعد في تقوية العلاقة الجنسية:
– لعب الأدوار أي تمثيل شخصيات أخرى خلال العملية الجنسية أو ان يتظاهر الشريكان بأنّهما غرباء عن بعضهما البعض ويلتقيان للمرة للأولى…
– «الإستعراض» الذي تعشقه المرأة خلال العملية الجنسية، لأنّها تظهر «الأنا» لديها، فيما تقدّم للرجل حاجاته الجنسية. وعندما نستعمل كلمة «إستعراضية»، يعني ذلك، حب المشاهدة خلال العملية الجنسية (وضع مرآة في غرفة النوم) أو تقديم رقصة للشريك بطريقة مثيرة أو إستثارة الزوج جنسياً من خلال الكلمات أو الأفعال.
– كما هناك دراسات أميركية أكّدت بأنّ علاقات السيطرة السادية «المقبولة» من قِبل الرجل لإمرأته كتكبيل اليدين أو غمض العينين، تضيف رونقاً إلى الحياة الجنسية بين الزوجين.