Site icon IMLebanon

إيران ملاذ الإرهاب!

كتب طوني ابي نجم في “نداء الوطن”:

لم يكن ينقص إيران إثباتات على رعايتها الإرهاب العالمي سوى ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولي استخبارات أميركيين، وأكّده مسؤولو واشنطن عن اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة “أبو أحمد المصري” في أحد شوارع طهران في آب الماضي. المصري الذي تكشّف أنّه كان يعيش في طهران منذ العام 2003، وبحماية “الحرس الثوري الإيراني” في ضاحية باسدران الراقية، تمّت تصفيته على يد عملاء إسرائيليين في قلب طهران، وكانت معه ابنته مريم، أرملة حمزة بن لادن، نجل زعيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن!

النفي الإيراني السخيف أتى بعد اعتراف إيران بعملية الإغتيال يوم حصولها، مُدّعية يومها أنّ القتيل أستاذ تاريخ لبناني. كما أنّ إعلان التقرير الأميركي أتى بالتزامن مع خبر عن وفاة زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري في الدوحة، التي كان قدِم إليها من إيران حيث كان يعيش سابقاً.

هكذا تكتمل تفاصيل انكشاف أدوار إيران في رعاية الإرهاب ذي الغلاف السُنّي لتبرير استمرار الإرهاب الإيراني ذي الغلاف الشيعي، على قاعدة الإرهاب يبرّر الإرهاب. وهكذا تتضح المؤامرة التي نصبتها إيران لاتهام الدول العربية الخليجية برعاية الإرهابيين وتمويلهم، في حين اتّضح أنّ إيران لطالما شكّلت الحاضنة لهم، وخصوصاً بعد كلّ التقارير السابقة التي كانت أكّدت أنّ منفّذي اعتداءات 11 أيلول2001 في الولايات المتّحدة كانوا تلقّوا تدريباتهم في إيران.

هكذا يتأكّد أنّ ما يصحّ إطلاقه على مِحور إيران وحلفائها هو لقب “مِحور الإرهاب” وليس حتّى مِحور الممانعة، لأنّ اللافت أنّ كلّ المجموعات التي رعتها ودرّبتها وموّلتها إيران، من “القاعدة” و”داعش” إلى كلّ الميليشيات الشيعية في المنطقة، إنما استهدفت على مدى عقود الدول العربية واستقرارها ومصالحها، ولم تستهدف يوماً إسرائيل، لا بل إنّ استهداف الولايات المتّحدة جاء بهدف اتّهام الدول العربية، وليس لإلحاق الضرر بالمصالح الأميركية، وربّما أيضاً لاستدراج الولايات المتّحدة إلى الخليج العربي للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين الذي لطالما شكّل رأس حربة في مواجهة نظام الملالي.

أمّا المفارقة الكبرى فتكمن في انفضاح واقعة حرية الحركة للإستخبارات الإسرائيلية وعملائها في الداخل الإيراني وتحت أنظار “الحرس الثوري”، وخصوصاً أنّ عملية التصفية تمّت بالتزامن مع سلسلة استهدافات بقيت “غامضة” لسلسلة منشآت إيرانية حيوية أبرزها منشأة “نطنز” النووية.

والأهمّ في كلّ ما تقدّم هو توقيت الكشف عن كلّ ذلك، بالتزامن مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرّية أنّ إيران تنتهك الإتّفاق النووي لناحية تخصيب اليورانيوم وتخزين كمّيات تتخطّى المسموح به بأشواط، وذلك في أخطر شهرين على المنطقة برمّتها يسبقان 20 كانون الثاني المقبل، موعد الإنتقال إلى ولاية جديدة في البيت الأبيض، وبعد تغييرات جذرية أجراها الرئيس دونالد ترامب على وزارة الدفاع الأميركية…

المنطقة تغلي في ظلّ صراع بين خياري الإرهاب والسلام، فهل يسعى ترامب قبل انتهاء ولايته إلى فرض أمر واقع جديد يصعب على أيّ كان تجاوزه، أم تنجح إيران في تمرير المرحلة الخطرة جدّاً بأقلّ قدر من الأضرار في انتظار اتّضاح صورة ما بعد 20 كانون الثاني أميركياً؟ وماذا ينتظر المنطقة في الأسابيع المقبلة؟