“الدولة اللبنانية اصبحت متشتتة الى درجة ان احكام تصدر في الخارج بحق مواطنيها دون استشارتها، فلا يمكن القول ان هناك دولة افترت علينا بل في الواقع اصبحت دولتنا دون اسوار او حيطان تحميها”
هكذا علق الوزير السابق رشيد درباس على العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يكثّف اطلالاته من اجل الرد، وكان آخرها عبر قنات “الحدث- العربية” مساء امس. واضاف درباس، عبر وكالة “أخبار اليوم”، قد يكون باسيل ضحية من ضحايا تردي الدولة، وفي الوقت عينه هذه الدولة المتردية هي من ضحاياه، وذلك بسبب سلوكه السياسي الذي لا حدود له، فهو يذهب الى اقصى الحدود في المطالب والتطرف دون ان يجري اي حساب لموازين القوى، كما حصل عندما استشعر بالقوة حين انتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، فكان همه التخلص من شركائه الذين اوصلوا عون الى هذا الموقع. وباسيل لم يكتف بذلك بل دار على المناطق من اجل التأنيب، ولم ينجح الا بايقاظ النعرات الطائفية القديمة الامر الذي كاد يودي الى ما لا يحمد عقباه.
وتابع درباس: في نفس الوقت بدل ان يشكل انتخاب عون هذا الاجماع (الاجماع بايصاله الى السدة الاولى سكوت الآخرين بحيث لم يترشح احد بوجهه) حافذا لاعادة بناء الدولة، واعادة تجربة بشارة الخوري ورياض الصلح، تبين ان الامر لم يكن سوى اوهام على الرغم من ان البعض عوّل على ذلك، اذ الحكم اخذ فورا المنحى الفئوي، وعند كل “محزوزية” تفتح الملفات بوجه الناس. وهذا ما هو مسؤول عنه باسيل، وعليه ان يعرف ان العقوبات التي اتت عليه من الخارج هي نتيجة الثغرات الكبيرة في جدار الوطن، وهو كان احد الذين تسبب بفتحها.
وردا على سؤال، قال درباس: لكن ما يحزن هو ان ينبري باسيل للدفاع عن نفسه بشكل خالٍ من “النزاهة التاريخية”، على غرار كلامه ليل امس، فهو يأخذ اي شيء من تاريخه ويعتبره حجة دامغة.
وهنا عاد درباس الى الفترة ما بين العامين 2016 و2018، “حين كنا زملاء في حكومة الرئيس تمام سلام “، وقال: نذكر تماما كيف اقتحم باسيل احدى جلسات مجلس الوزراء من اجل استعراض العضلات امام وسائل الاعلام واتهم رئيس الحكومة بانه يغتصب سلطة رئيس الجمهورية، ويأكل حقوق المسيحيين. وتابع: الجميع يذكر انه كلما اراد كان يعطل جلسات مجلس الوزراء.
وسأل درباس، هل يحق لباسيل ان يتهم سلام بمنع الجيش من ضرب داعش، في حين كان هو وحكومته يعملان بدقة من اجل اصدار الاوامر اللازمة لوقف مجزرة طرابلس المتمادية بقرار من الحكومة.
كما ذكّر ان تلك الحكومة وضعت كل ما لديها من امكانات من اجل انقاذ الرهائن لدى داعش، على الرغم من انها لم تكن مسؤولة عن العمل الذي ادى الى الخطف، لكنها تحملت ما لا يحتمل من اجل استرداد هؤلاء وتبين سقوط العديد من الشهداء للجيش. واكد ان باسيل لم يقدم اي اقتراح بشأن اعطاء اوامر للجيش للتصدي لداعش ورفضه مجلس الوزراء، ولو حصل ذلك فلماذا لم يعترض وقتذاك؟ معتبرا ان باسيل يستعمل من التاريخ وقائع مزورة.
وشدد درباس على ان لدى الجيش اوامر دائمة بالمحافظة على حدود البلد وارضه وارواح الناس، مشيرا الى ان قائد الجيش السابق جان قهوجي شارك في عديد من الجلسات التي بحثت في احداث عرسال، وهدف الحكومة لم يكن عدم ضرب داعش بل الحفاظ على ارواح الرهائن.
وختم درباس: لا يجوز الافتراء على الرئيس سلام، الذي لم يدع يوما مجلس الوزراء الا بوجود كل المكونات .