بدأت العلاقة المُتشنّجة بين “تيار المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية” تستعيد عافيتها وفق ما يُفترض أن تكون بين حليفين تقليديين تجمعهما مبادئ سيادية ووطنية.
وساهمت الاتصالات واللقاءات التي تجري خلف الكواليس السياسية بترميم ما افسدته الاستحقاقات السابقة ابرزها تشكيل الحكومة، حيث رفضت “القوات” تسمية الحريري لاعتبارات مرتبطة بمقاربتها الجديدة لمسألة تأليف الحكومات وتمسّكها بان تكون مستقلّة ومن اصحاب الكفاءات تنصرف الى إنقاذ البلد عبر تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.
وانطلاقاً مما كشفه رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب “القوات اللبنانية” انطوان مراد لـ”المركزية” عن ان التواصل مع الحريري الى تحسّن نسبي”، تحدّثت اوساط سياسية مطّلعة لـ”المركزية” “ان تواصلاً مباشراً حصل بين الحريري وجعجع من دون ان تُعطي تفاصيل اضافية”.
وفي حين ساهمت المواقف الاخيرة لجعجع من الحريري وقوله انه يسعى وحيداً لتأليف حكومة وفق المبادرة الفرنسية على عكس الاخرين الذين يريدون حكومة محاصصة، في تسريع اللقاء بينهما، اشارت الاوساط الى “لقاء اخر تم بين الحريري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط”.
وبانتظار ظهور نتائج هذين اللقاءين على المستجدات السياسية، لاسيما مسألة تشكيل الحكومة، شددت الاوساط السياسية على “ضرورة عدم تخلّي الحلفاء التقليديين عن الحريري في هذه المرحلة بالذات، حيث يتعرّض “للابتزاز” من قبل “قوى الثامن من اذار” في عملية تشكيل الحكومة بعدما “تُرك وحيدًا” في ميدان التشكيل يُصارع الشروط والمحاصصة”.
ولفتت الى أن “الحريري يعمل تحت تأثير شروط ومطالب العهد و”قوى الثامن من اذار”، لاسيما الثنائي الشيعي، وتحديداً الرئيس نبيه بري، من هنا ضرورة تكاتف حلفاء “ثورة الارز” والتعالي على خلافاتهم وتحصين مهمة الحريري ودعمه كي يُشكّل حكومة طبقاً لمواصفات المبادرة الفرنسية، والا سيخسر لبنان اخر فرصة مُتاحة له وعندها لن ينفع البكاء على الاطلال وتبادل الاتّهامات وتحميل المسؤوليات”.
وفي وقت “نفضت” دول عديدة يدها من ملف لبنان بعدما اكتشفت ان المسؤولين السياسيين لا يريدون مساعدة انفسهم للخروج من اسوأ أزمة يتخبّط بها بلدهم، اعتبرت الاوساط أن “دعم مهمة الحريري من قبل حلفائه في “14 آذار” حتى لو لم يسمّوه ولديهم ملاحظات على ادائه، بات ضرورياً من اجل اخراج “حكومة المهمة” من عنق زجاجة التعطيل حتى تمرير هذه المرحلة بأقل كلفة من دون ان يعني ذلك العودة الى التحالف السابق والاصطفافات السياسية”.