IMLebanon

عون بلا عذر… والحريري لن يعتذر!

كتب محمد نمر في صحيفة نداء الوطن:

لعل الرئيس ميشال عون يعيش أسوأ أيامه وكوابيسه بعد أن سقطت ورقة الصهر “قاطع الظهر” هذه المرة، ولم يعد بمقدوره أن يلوّح بها لتعطيل تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري، وعليه أن يبتكر اسباباً جديدة للعرقلة، وإلا فهو على موعد مع نحو 700 يوم من العزلة او المواجهة التي “لم يعد قدّها”، او في حال حل عليه “عقل الرحمن” فيجد لنفسه عذراً للإستقالة بعد تعذر موضوعياً استقالة الحريري.

هي أيام ويبلغ عمر تكليف الحريري شهراً بالتمام والكمال و”لا اعتذار عن مواجهة الانهيار”، لكن الاستنتاجات الواضحة عبّر عنها “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، واتفقا على:

أولاً: تحويل لبنان وحكومته إلى صندوق بريد لمصلحة إيران، ومنصة لمواجهة “الترامبية الأميركية” وعقوباتها، وعزل البلد عن محيطه العربي القادر على انقاذه ومدّه بالمساعدات والاتفاق على ابتزاز الفرنسيين الذين قدموا مبادرة لا بديل عنها.

ثانياً: التمسك بمنطق المحاصصة، واخفاؤه خلف عنوان: “وحدة المعايير”، لابقاء الوزارات “دكاكين” لدى الأحزاب والوزراء.

ثالثاً: القفز على المسؤولية التي يتحملها الطرفان بحكومة اللون الواحد برئاسة “الباش كاتب” حسان دياب، وكأن “الوطني الحر” و”حزب الله” غير معنيين بما تسببت به هذه الحكومة من عزلة عربية ودولية وانهيار اقتصادي.

رابعاً: صرف النظر عن كل ما يصيب العباد والبلاد، وتجاوز حادثة انفجار المرفأ وما تسببته في بيروت، وحصر الجبهات بالتصويب على حاكم مصرف لبنان عبر ملف التدقيق الجنائي الذي ورد أساساً ضمن المبادرة الفرنسية.

خامساً: اعتبار ثورة “17 تشرين” وكأنها لم تكن، وهي مسؤولية يتحملها الثوّار أنفسهم الذين لم يكملوا طريق “كلن يعني كلن” بعد استقالة الحريري تلبية لمطالبهم.

سادساً: استخدام موقع رئاسة الجمهورية لتعطيل أي تشكيلة حكومية لا تناسب الطرفين، وعدم السماح لها بأن تتجاوز حاجز بعبدا إلى مجلس النواب، قبل أن تكون متناسبة مع مصالح “الوطني الحر” و”حزب الله”. إذاً، لم يعد أمام الرئيس ميشال عون ما يخسره. بات معزولاً من العالم وليس هناك من بلد يوافق على استضافته سوى بلاد “المحور الإيراني”. عهده انتهى مع استقالة الحريري في تشرين العام الماضي، وباتت البلاد تعيش “جهنم العهد القوي”. شعب يهاجر أو يهرب أو يفقر، ليبقى البند الوحيد على جدول أعمال عون هو التعويض عن الخسائر التي مُني بها الوزير السابق جبران باسيل، عبر:

أولاً: الاستمرار في دفع الفواتير لـ”حزب الله” والالتحام به، علّ التجربة تتكرر وتوصل بندقيته باسيل للرئاسة. آخر فاتورة كانت مغازلة النظام السوري ورئيسه بارسال موفدين رسميين إلى سوريا، مرة للمشاركة بمؤتمر النازحين ومرة ثانية للتعزية بوفاة وليد المعلم، ويستكملها باسيل بارسال نائبه في التيار طارق الخطيب إلى السفارة السورية.

ثانياً: مواصلة عملية مواجهة المسيحيين، وتحديداً “القوات اللبنانية” و”المردة” و”الكتائب”، ومحاولة ابعاد كل المسيحيين غير الباسيليين عن مراكز الدولة لحصرها بآخرين “جبرانيين”.

في المقابل، طالما أن الحريري لن يعتذر عن هذه المهمة الانقاذية، ويتمسك بمواصفات حكومة تحمل متطلبات الداخل والخارج، هل يفاجئ عون اللبنانيين بخطوة “انقاذية” ويعتذر مستقيلاً؟

الجواب في مقولة: “اللامبالاة شلل يصيب الروح، وموت قبل الأوان”.