كتبت رندة تقي الدين في صحيفة نداء الوطن:
أكدت الرئاسة الفرنسية أمس أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون ما زال يتابع الوضع والتطورات في لبنان، وفرنسا ما زالت تتوقع بأسرع وقت تشكيل حكومة تكون جديرة بثقة الأسرة الدولية، كي تقدم إلى لبنان المساعدة الضرورية لاقتصاده وللخروج من أزمته. وتابع المسؤول في الرئاسة في لقاء موسع مع الصحافيين عبر الهاتف أن مسار تشكيل الحكومة يتمّ حالياً بشروط صعبة، وفرنسا لا تحكم مسبقاً على شكل الحكومة ولكنها تبقى واضحة جداً في موقفها، لناحية التشديد على النقاط التي تمت مناقشتها بين الرئيس ماكرون والقيادات اللبنانية ولا تزال مطلوبة، وهي أن يكون في الوزارات الحساسة أي التي تلعب دوراً في تنفيذ الاصلاحات وتمويل الاقتصاد، وزراء ينبغي الاعتماد عليهم كي يحصلوا على ثقة الممولين وحتى لا يكون هناك تبخر أو سوء استعمال للأموال التي تُقدمها الأسرة الدولية.
وأضاف المسؤول في الرئاسة الفرنسية: “فرنسا تتحدث مع جميع المسؤولين اللبنانيين حول هذا الموضوع، وأيضاً مع الشركاء الدوليين، الأوروبيين والأميركيين والروس، وهناك مستوى توافق جيد حول هذا الموضوع معهم، ولكن ليس لفرنسا أو لأي طرف أجنبي آخر أن يقوم بالتفاوض مكان اللبنانيين لتشكيل الحكومة، ونتوقع أن تلتزم القيادات اللبنانية خريطة الطريق التي وافقوا عليها خلال اللقاء الذي حصل (في قصر الصنوبر) في آب الفائت في بيروت”. أما عن زيارة ماكرون إلى لبنان، فأجاب: “نظراً لبرنامج عمل الرئيس والأوضاع في فرنسا فسنرى ماذا سيكون القرار بالنسبة لهذه الزيارة، ولكن الرئيس ماكرون يبقى متنبهاً جداً للتطورات في لبنان”.
وسألت “نداء الوطن” المسؤول الرئاسي الفرنسي إذا كان الرئيس ماكرون اتصل بالمسؤولين الإيرانيين حول الملف اللبناني كما كان قال في مؤتمره الأخير حول لبنان، فقال إن هذا الاتصال لم يجر.
وعما إذا كانت فرنسا وشركاؤها الأوروبيون سيعيدون فتح باب التفاوض حول الاتفاق النووي مع إيران مع ادارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، لفت إلى أنّ إعادة فتح التفاوض غير وارد لأن الأمر استغرق أربع سنوات من التفاوض، لكن نظراً للتطورات منذ انسحاب ادارة الرئيس دونالد ترامب منه ينبغي استكماله لأن البرنامج الايراني وصل الى مستوى خطير، ويجب توسعة إطاره ليشمل الصواريخ الباليستية والازمات الاقليمية.
وعن زيارة رئيس الاركان العسكري الفرنسي الى لبنان اليوم، اكتفى بالإشارة إلى أنه يزور القوات العسكرية الفرنسية في لبنان.
إلى ذلك قالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا ساهمت كلياً في التحقيق الدولي حول انفجار المرفأ الذي ينبغي ان يأتي بالحقيقة الى اللبنانيين حول سبب هذا الانفجار، وقد تم ذلك عبر مشاركة خبراء فرنسيين في التحقيق منذ الأيام الأولى التي تلت الانفجار، مشددةً على أنه يعود للسلطات اللبنانية أن تسرع بإنهاء هذا التحقيق لتكشف ما حدث في 4 آب 2020 طبقاً لتوقعات الشعب اللبناني الشرعية.