وجّه قائد الجيش العماد جوزيف عون أمر اليوم إلى العسكريين، مشيرًا إلى أن “77 عاماً على الاستقلال، ولبنان يمر حالياً بمرحلة دقيقة وصعبة غير مسبوقة على الصعُد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد أضافت كارثة المرفأ المزيد من الضغوطِ على الأوضاع المأزومة التي ترافقت مع جائحة كورونا. لكننا على ثقةٍ أنّنا بوحدتنا وتضامننا سنتجاوز هذه المرحلة كما تجاوزنا أزمات عصفت بوطننا في مراحل سابقة”.
وأضاف: “أيُّها العسكريون، أثبتُّم في هذه المرحلة أنّكُم على قدر المسؤولية، وتمكّنتم بأدائكم ومناقبيّتكم من ترسيخ ثقة اللّبنانيين والعالم بنهج المؤسّسة العسكرية ودورها الوطني. فأنتم ركيزة أساسية للسيادة الوطنية، وبجهودكم ومثابرتكم نجحتم في إعادة الحياة إلى مرفأ بيروت بسرعة قياسية، وعملتم على التخفيف من معاناة المتضرّرين عبر المبادرة إلى مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم من خلال أعمال مسح الأضرار وتوزيع المساعدات والتعويضات المالية”.
وتابع: “إنَّ مسارعة الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة لبنان في أعقاب الانفجار كان لها أثر إيجابي وهي محط تقدير وامتنان. وها هو الجيش وبدعم وإجماع رسميّ وشعبيّ يخوض معركة الحقوق والثروات عبر مفاوضات تقنية غير مباشرة مع العدوّ الإسرائيليّ لترسيم الحدود البحرية بقناعةٍ راسخةٍ بأنْ لا تفريط في كلّ ما يتعلّق بالسيادة الوطنية”.
وقال: “أيّها العسكريون، كونوا على يقظة وجهوزية تامّة في مواجهة أعداء لبنان، فالعدوّ الإسرائيليّ لا يتورّع عن إطلاق التهديدات بالاعتداء على أرضنا، ونواياه العدوانية تجاهنا لم تتوقَّف، وخلايا الإرهاب التي لم تكفّ عن التخطيط للعبث باستقرارنا الداخلي. الرهان عليكم في مواجهة هذه الأخطار ووأد الفتن، فلا تهاون معَ العابثين بأمن الوطن واستقراره ولا تساهل مع من يحاول المسّ بالمصلحة الوطنية العليا، والعبث بالسلم الأهلي”.
وختم: “قدَمنا وسنقدّم التضحيات تلو التضحيات والشهيد تلو الشهيد، ولن تزيدنا الشهادة إلّا قوة ومنعة وإصراراً على الاستمرار بالقيام بالواجبات الوطنية”.