Site icon IMLebanon

“متبرّعو الأمل” يدعمون مصابي “كورونا” و”قطار بلازما الدم” يحطّ في صيدا

كتب محمد دهشة في صحيفة نداء الوطن:

“متبرّعو الأمل” لم يتأخّروا في دعم المصابين بفيروس “كورونا”، توافدوا الى بنك الدم النقّال الذي حطّ رحاله في أولى محطّاته في صيدا ليتبرّعوا بالبلازما والمساهمة في علاجهم. تحوّلت مبادرتهم بارقة خير، في ظلّ الأزمات التي تلاحق المواطنين في يومياتهم الحياتية والمعيشية وتداعيات التعبئة العامة والإقفال لمعظم المصالح والقطاعات.

وأهمية حملة التبرّع بالبلازما تكمن في تمرير الوقت الضائع بين تقليل عدد الإصابات والوفيات من جهة، وبين انتظار العالم برمّته بدء توزيع اللقاح مطلع العام المقبل لعودة الحياة الى طبيعتها تدريجياً، في وقت يسعى فيه الأطباء بشتّى السبل الى تجربة أنواع جديدة للمساهمة في علاج المصابين، ومنها “بلازما الدم” من متعافين كانوا قد أصيبوا بالفيروس ومضى على تعافيهم أكثر من ثلاثة أسابيع على الأقلّ، وتزويدهم بها للمساهمة في سرعة علاج المرضى.

والحملة التي تعتبر الأولى من نوعها في صيدا، نظّمها مستشفى حمّود الجامعي بالتعاون مع جمعية “عطاء بلا مقابل” في حديقة المستشفى في المدينة، حيث تبرّع عشرات المتطوّعين بهدف مساعدة مصابين آخرين وسط إجراءات وقائية مشدّدة.

وأوضح مسؤول الحملة في جمعية “عطاء بلا مقابل” نضال كلش أنّ الحملة تستهدف المتعافين من فيروس “كورونا” بهدف مساعدة المصابين منهم، بعدما أثبتت الدراسات أنّ بلازما الدم هي أنجع علاج، خصوصاً لحالات “كورونا” الخطيرة، مشيراً الى أننا “واجهنا صعوبات في التعميم العام للتبرّع، ومنها الحجر المنزلي واعتماد نظام المفرد والمزدوج، فما استطعنا تأمين نقل من يرغب للتبرّع، وبقي الأمر متروكاً لقراره، ومنها ايضاً أن التعميم جاء وفق داتا الجمعية والمستشفى وليس عامّاً، والا لكان التبرّع أكثر”.

بينما أكّد مسؤول بنك الدم في مستشفى حمّود الجامعي الدكتور محمد الجمل أنّ لا تجارة أو ربح في الحملة، فالهدف من التبرّع تأمين هذه الوحدات من أجل إعطائها للمريض في أسرع وقت ممكن، مضيفاً: “لقد افتتحنا قسماً لمرضى “كورونا” في المستشفى، ونحن بحاجة لاعطائهم هذه البلازما للعلاج، والبلازما لن تذهب الى شخص بعينه، بل الى كلّ محتاج لها”.

وقال المتبرّع رمزي طحيبش: “لقد تعافيت منذ اسابيع وجئت أتبرّع للمساهمة بإنقاذ المصابين من دون معرفتهم، ربّما يكون أعزّ الناس علينا، وربّما مريض محتاج وليس لديه أحد وربّما مسنّ أو مسنّة”، مضيفاً: “إن التبرّع واجب اخلاقي لمن يستطيع القيام به، وعلينا أن نضافر جهودنا كي نقضي على هذا الوباء”.

وقال المتبرّع توفيق الشمعة: “لقد أصبت بالفيروس منذ شهر ونصف وتعافيت منه بعد معاناتي بأعراض خفيفة، ولكن الأعراض الآن تأتي قوية على المصابين، فرأيت أنّ من واجبي التبرّع بالبلازما حتى لو تعطّلت عن عملي ليوم”.

بينما أوضحت المتبرّعة سعدى شبو، وهي من بلدة برجا في اقليم الخروب: “شعرت بعوارض قوية أثناء إصابتي، لذلك جئت أتبرّع عسى أن أساهم في تخفيف أوجاع المصابين وشفائهم سريعاً، فالبلازما تعتبر الحلّ الأنسب، ولا شيء يدعو الى الخوف في أثناء عملية التبرّع، خلافاً لما يعتقد كثيرون”.