Site icon IMLebanon

إستقلال 2020… الشعب يستغيث بالمُنتدب لإنقاذه من بطش حكامه

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

أفضل ما فعله حكّام لبنان في ذكرى ما يُعرف باستقلال 2020 هو إلغاء كل الإحتفالات بالعيد وعدم القيام باستعراضات في هذه المناسبة.

تحجّج المسؤولون بـ”كورونا” والإقفال العام لإلغاء إحتفالية الإستقلال، بينما المسألة مغايرة تماماً حسب ما يرى الشعب أولاً وحتى الرأي العام العربي والدولي. وهنا يسأل كل مواطن من تلقاء نفسه سؤالاً جوهرياً وهو: هل فعلاً نحن بلد مستقل؟ هل هذه الأزمة الإقتصادية التي نمر بها هي نتاج طبيعي لحكم هؤلاء الحكّام؟ هل إن المسؤولين هم أشدّ قسوةً من الإحتلال العثماني والإنتداب الفرنسي؟ وقد وصل الأمر ببعض الناس للترحم على أيام الإحتلالين الإسرائيلي والسوري رغم فظاعاتهما.

تبقى الشعارات التي رددها الشعب خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأولى بعد انفجار المرفأ، ومن شوارع الجميزة تحديداً أكبر برهان على أن الإستقلال كان حقيقة حوّلها المسؤولون على مدى ثلاثين عاماً إلى كذبة، إمرأة تصرخ لماكرون “خلّصنا منهم”، وآخرون يدعونه إلى عدم إرسال مساعدات للحكومة لأنها ستُسرق، وذهب آخرون بعيداً بالطلب منه العمل لإعادة الإنتداب الفرنسي.

ويبقى شارع غورو في الجميزة والشوارع المحيطة به وصولاً إلى الأشرفية والكرنتينا أكبر مثال على ماذا فعلت السلطة بشعبها نتيجة الإنفجار، فقد تسلم اللبناني من الفرنسي في 22 تشرين الثاني 1943 دولة قوية ومتطورة ومتفوقة على دول المنطقة بالعلم والمعرفة والحداثة، دولة فيها “ريجي” وسكك حديد وطرقات ومؤسسات دولة ونظام ديموقراطي، فحاول من استلم بعد الإستقلال مقاليد السلطة التطوير، ووصل لبنان إلى الذروة في عهد الرئيس كميل شمعون حيث أصبح لبنان مصيف العرب ومستشفاهم ومدرستهم وجامعتهم، لتدور الأيام دورتها وتأتي الحرب من ثم السلام ويصبح لبنان بلداً معزولاً، مدارسه وجامعاته تعاني، المستشفيات تعجز أمام الموجة الوبائية، الديون تقفز فوق المئة مليار دولار، معظم علاقاته الدولية تقطع ولم يبق للسلطة الحالية علاقات سوى مع إيران والنظام السوري.

ويرى عدد كبير من المواطنين ومن يتابع السياسة اللبنانية أن الإستقلال غير موجود لأن أحد أهم شروطه وجود دولة موحدة بجيش واحد يحمل السلاح، بينما الحقيقة أن لبنان مقسّم وهناك جيش رديف هو “حزب الله” الذي هو جناح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وبالتالي فان لبنان يقع تحت الإحتلال العسكري الإيراني خصوصاً ان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قالها أمام الملايين إن سلاحنا وتمويلنا هو إيراني وأفتخر باني جندي في ولاية الفقيه.

ومن الناحية السياسية، فإن الإستقلال غير مصان لأن كل الدول تتدخل في لبنان ولها نقاط نفوذ، وقد شرّع حكام لبنان هذا الامر واحتموا بالسفارات واستجلبوا التدخلات الدولية، في حين ان لبنان عاجلاً أم آجلاً سيصبح تحت وصاية إقتصادية دولية نتيجة عجز الطبقة السياسية عن إيجاد حلول، وذهابها بعيداً في نهب خزينة الدولة وتجويع الناس.

وأكبر دليل على عدم وجود إستقلالية هو عمل الرئيس ماكرون ليلاً ونهاراً على تأليف حكومة لبنانية بينما الحكام عندنا يريدون هدم أساسات الدولة، ما يدل على أن الأجنبي مهتم بالوضع اللبناني اكثر من الحاكم في بيروت.

كل تلك الأمور تدفع بالشعب إلى طلب أي شيء للتخلص من هؤلاء الحكام حتى لو إستعانوا بالمنتدب الذي خرج من البلاد منذ 77 عاماً، في حين أن كل المؤشرات تدل على أن الوضع يتجه نحو الأسوأ والشعب أمام مصير أسود.