هنأ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اللبنانيين بمناسبة “عيد الاستقلال المحجور عليه بالتفليسة المالية السياسية، التي حولت الاستقلال إلى مأساة تاريخية”. وقال: “فرحة الآباء الأوائل بالاستقلال شكلت لحظة تاريخية، سوى أن النظام السياسي العاجز عن تكوين سلطة عادلة ودولة قانون فوق الإقطاع السياسي والمالي، جعلت الدولة مزرعة، وسط مافيات مالية سياسية حولت الاستقلال إلى متاريس ومزارع وتبعيات استعمارية لنظام دولي يتقاسم الدول وشعوبها ومواردها”.
وقال: “لبنانكم اليوم يعاني الانهيار الشامل بسبب مئوية من سياسات الدولة المزرعة، والزعامات المستبدة، وصفقات التراضي، والنهب المنظم، وفساد الشراكة، والتقاسم الظالم للسلطة. اليوم استقلالنا أمام شعب منهوب وأجيال مشردة وأسواق محتلة، وثروات وطنية مصادرة، وديموغرافيا مهددة، وعصابات مالية تجارية، كأنها طلع الشياطين”.
وشدد قبلان على أن “خلاص لبنان يبدأ بالتكاتف والوحدة بين المسلم والمسيحي لإنقاذ الدولة من الطاعون الطائفي والسياسة المحتكرة، فالدولة الآن خراب، والأجيال جنائز وطوابير على أبواب الهجرة، والحل يكمن في اقتلاع الفساد السياسي الطائفي ليبقى لبنان”.ولفت إلى أن “الاستقلال سيادة ووحدة شعب ومصالح وطنية وبذل تضحيات من أجل لبنان، وهذا ما قدمه آباؤنا في سبيل الاستقلال الأول للبنان، ثم تابعت عليه أجيالنا المقاومة التي هزمت إسرائيل والتكفير في سبيل الاستقلال الثاني، فشكرا لمن ناضل لنستقل، وشكرا لمن قاوم لنتحرر”.
وأكد “اننا اليوم مطالبون بتحرير لبنان من الداخل، وإنقاذه من العصابات المسؤولة عن انهيار البلد ونهبه، وهذا يفرض علينا أن نحرر النظام السياسي من الطائفية البغيضة المسؤولة عن كل أزمات البلد، من فساد وصفقات وإتجار بالدولة ومرافقها ومؤسساتها وثرواتها”.
وختم قبلان: “بئس الاستقلال أن نكون بلا حكومة، وبئس رجالات دولة تقرأ استقلالها وسيادتها من خلال فناجين الدول لكي تشكل حكومة”.