Site icon IMLebanon

ذكرى الإستقلال الأكثر يأساً في لبنان

حلت الذكرى 77 لاستقلال لبنان مغايرة عن كل الأعوام السابقة. فالبلاد تغرق في أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، ويعجز المسؤولون عن تشكيل حكومة تفرمل انحدارها نحو الانهيار، فيما المجتمع الدولي، الذي لطالما كان راعياً وحاضناً للبنان، قد نفض أيديه منه تاركاً إياه لمصيره. وما كان ينقص سلسلة النكبات سوى إعلان شركة التدقيق الجنائي «ألفاريز ومارسال» انسحابها من العقد الموقع مع الحكومة للتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، فيتحقق إسقاط المبادرة الفرنسية بشقيها المالي (التدقيق المالي الجنائي) والسياسي (تشكيل حكومة مهمة) ويفقد لبنان الفرصة الأخيرة لإنقاذه.

الأفق المسدود على كل الصعد انعكس جلياً في كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون عشية الاستقلال، والتي لم يضمنها أي جديد مكتفياً بالتذكير بمواقفه السابقة في معركته ضد الفساد وتشديده على مضيه في معركة التدقيق الجنائي، إلى جانب دعوته إلى جلسة حوار وطني. وعلى وقع التأزم، وغياب أي مؤشر على إحداث خرق في عملية التشكيل، تواصل القوى المعنية بالتأليف تمترسها وراء مواقفها. فالرئيس سعد الحريري ماض في مهمته ولن يعتذر عن تشكيل الحكومة، لأنه يعتبرها الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمات، في حين يصر رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر على تسمية الوزراء المسيحيين.

وفي السياق، اعتبر النائب عن التيار الوطني جورج عطالله أنّ هناك معوقات داخلية وخارجية في موضوع تأليف الحكومة، موضحاً أن «عقوبات كانت ستُفرض على الحريري لأن واشنطن لا تريد إشراك حزب الله فيها وأن الأميركيين يمنحون عدة مهل لكن في نهاية الأمر يفرضون العقوبات إن لم تنفع هذه المهل».

في المقابل، أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى أن الكلّ يعلم أنّ أسلوب ‏عرقلة التأليف بالعودة إلى نغمة الحصص والحقائب والثلث المعطّل وتعزيز فريق وتهميش ‏أفرقاء عزّز الفساد والاستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى ‏حالة الانهيار والإفلاس، مشدداً على أن «تشكيل حكومة على صورة سابقاتها، سينتج عنه الخراب الكامل». بدوره، سأل المطران إلياس «أي استقلال في بلد غالبية أبنائه باعوا أنفسهم لزعماء جوّعوهم وشرّدوهم وأفقروهم وأذلوهم؟». وتوجه عودة إلى رئيس الجمهورية بالقول: انقذ ما تبقّى من عهدك وقُم بخطوة شجاعة يذكرها لك التاريخ. وأضاف، مُكملاً التوجّه إلى عون: «لقد أحبَّكم شعـب لبنان فلا تخذلوه بسبب ارتباطات سياسية أو عائلية أو طائفية».