Site icon IMLebanon

طبول الحرب تُقرع في المنطقة ولبنان في صلبها

أجواء حرب جديدة تُخيّم على المشهد فى المنطقة تنبئ بشتاء قاس، وسط تصاعد التهديدات من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب لإيران، وتلويح واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية لأماكن تواجدها في المنطقة مع قرارها إرسال حاملة الطائرات المعروفة باسم “B-52 Stratofortress” الاستراتيجية القاذفة الى الخليج.

وجاء قرار إرسال حاملة الطائرات بعد إعلان إدارة ترامب انسحابا جزئياً لقوات اميركية تعدادها 2500 جندي من أصل 4500 في أفغانستان، ومثلها عددا من اصل 3000 في العراق، في مؤشر لتوتر عسكري محتمل في المنطقة.

وتأتي هذه المؤشرات “الحربية” بالتزامن مع الاستراتيجية التصعيدية التي تتّبعها ادارة ترامب قبل ان يغادر البيت الابيض في 20 كانون الثاني المقبل وتسارع وتيرة العقوبات التي تفرضها على كيانات ومؤسسات ايرانية واخرى تابعة لـ”حزب الله” او تُقدّم الدعم السياسي والمالي له.

ورجّح الخبير في الشؤون الامنية والسياسية العميد الركن المتقاعد خالد حمادة لـ”المركزية” “حصول عمل عسكري ضد المصالح الايرانية واذرعها العسكرية في المنطقة قبل نهاية العام، وتحديداً ضد البنى العسكرية التابعة لـ”حزب الله” في سوريا ولبنان”.

واوضح “ان الانسحاب الاميركي من العراق لا يعني بالضرورة إنسحاباً كاملاً، وانما إعادة تموضع في مكان اخر، الا ان المتغيّر الاساسي والاستراتيجي انها انتقلت الى معبر الوليد في منطقة التنف ما يُعزّز إقفال الحدود بين العراق وسوريا وايران بالاضافة الى الضربات الاخيرة في البوكمال ضد مواقع ايرانية، وهذا يعني مسك المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا”.

ولفت الى “ان الرهان على ان إدارة جو بايدن ستقلب المقاييس الاميركية مع ايران خاطئ، كما ان الولايات المتحدة ارتبطت بشبكة علاقات في مقدّمها الدول التي تُطبّع مع اسرائيل، وهذا مسار لا يُمكن ان يتوقّف نظراً الى مصالح واشنطن وتل ابيب المشتركة”.

كما ان التحذيرات الفرنسية الاخيرة كما يقول حماده من المستويات التي بلغتها القدرات النووية الايرانية، وهي الاولى من نوعها، تؤشر الى ان التطورات في المنطقة تسير على صفيح ساخن”، مذكّراً بالميزانيات الهائلة التي خصصتها حكومات عديدة في المنطقة لتعزيز قدرات جيوشها والتزوّد بأحدث الأسلحة، ما يعني انها باتت جاهزة للإشتباك مع ايران بمعزل عن التدخّل المباشر من الجيش الاميركي”.

اما لبنان فسيكون في صلب هذه التطورات بحسب العميد حماده، فهو في مرحلة ما قبل اعلان سقوط المبادرة الفرنسية اما نتيجة عمل عسكري او اعلان باريس ذلك، وبالتالي سيكون لبنان من ضمن بنك اهداف قوات التحالف الدولية، ما يعني ان البنى التحتية التابعة لـ”حزب الله” في مناطق عدة في لبنان والمكوّنة من مخازن صواريخ وقواعد عسكرية وانفاق ستكون على لائحة الضربات العسكرية التي سيوجهها التحالف الدولي”.

أضاف “حتى اليوم لا يزال لبنان تحت مظلة المبادرة الفرنسية التي تنصّ على تشكيل حكومة مستقلّة، لكن متى سقطت هذه المبادرة فإنه سيكون في عين العاصفة. لكن ذلك لا يعني تعطيل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، فهذه مسألة مختلفة عن البنى التحتية العسكرية التابعة لـ”حزب الله””.

وختم حماده بالتاكيد ان “المرحلة مقبلة على واقع ميداني جديد الى حين استلام الرئيس المُنتخب جو بايدن مفاتيح البيت الابيض”.