كتب أنطوان العامرية في “الجمهورية”:
إستقبلت مدينة بشري المغدور جوزيف عارف طوق وسط الزغاريد وقرع الاجراس حزناً واطلاق النار ونثر الورود والارز. وسجي جثمانه الذي حمله رفاقه في قاعة كنيسة السيدة، حيث ستقام مراسم الدفن عصر اليوم.
الهدوء خيّم على منطقة بشري وداخل المدينة غداة الجريمة التي وقعت ليل الاثنين الثلاثاء، وذهب ضحيتها شاب من عائلة طوق، بعد إقدام شاب سوري على إطلاق النار عليه وأرداه قتيلاً.
هذا وقام قاضي التحقيق الأوّل في الشمال سمرندا نصار بمسح شامل لموقع الجريمة في بشري. واشارت رداً على سؤال لـ”الجمهورية”، إلى انّ القتيل اصيب بأربع رصاصات في ظهره، والتحقيقات ستستمر بعد رفع الأدلة من المكان.
وافاد مصدر مطلع “الجمهورية”، انّ المسدس الذي استُخدم في عملية الغدر من عيار 9 ملم تركي الصنع. واكّد انّ القتيل يملك أرضاً زراعية محاذية للفيلا التي يعمل فيها القاتل حسني ناطوراً.
نائبا بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق اصدرا بياناً، توجّها فيه بأحرّ التعازي والمواساة الى عائلة واقارب المغدور طوق، على مصابهم الأليم ودعا لله “لأن يبلسم جراحهم ويخفف من آلامهم وحرقة قلوبهم”.
وطالبا السلطات القضائية والامنية المعنية، بإجراء المقتضى، بعد ان تمّ القاء القبض على القاتل وبأسرع وقت ممكن. كما طالبا قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، وكل الأجهزة الأمنية الأخرى المعنية، القيام بحملة تفتيش واسعة على تجمعات السوريين في المدينة والقضاء، للتأكّد من عدم وجود اي سلاح فيها او مطلوب للعدالة.
مجلس بلدية بشري عقد اجتماعا طارئاً عرض خلاله الأوضاع وتداعيات الجريمة، وتلا رئيس البلدية فريدي كيروز بياناً حذّر فيه جميع السوريين الذين لا يملكون أوراقاً قانونية من البقاء في بشري، خصوصاً بعد الجريمة، ومن لديه أوراق قانونية عليه تسجيلها في البلدية، مشيراً الى انّ أعداد السوريين فاقت الـ1000 بين افراد وعائلات.
وأصدر مجلس بلدية بشّري بياناً أكّد فيه، أنّ “بشري كانت ولا زالت ملجأً للمضطهدين والمظلومين، ولم تميّز يوماً بين عرق او دين، لذلك استقبلت اللاجئين السّوريين وعاملتهم كأبناء لها، حيث سكنوا في شوارعها وأحيائها وبين اهلها، وقد عوملوا بالمعاملة الطّيبة، ولكن لن نقبل تحت أي ذريعة أن يشكّل اي شخص أو جماعة تهديداً لأمننا ومجتمعنا”.
واستغربت بلدية بشري وجود أسلحة بيد من يدّعون العمالة في المدينة، وسألت: “هل وجودهم هو فقط بهدف العمل ام انّ هناك خلفيات أخرى؟ داعيةً الأجهزة الامنية كافة القيام بحملة تفتيش واسعة على أماكن سكنهم والتحقق من هوياتهم، وعدم التلكؤ في هذا الموضوع نظراً لخطورته الكبيرة، محذّرة جميع السوريين الموجودين في المدينة بشكل غير شرعي الى مغادرتها فوراً.
وأكّدت “بإننا لن نسكت عن هذه الجريمة، آملين من الجميع التروي لحين انتهاء التحقيقات، كما ونطالب الأجهزة القضائية عدم المماطلة وإنزال أقصى العقوبات بحق المجرم”.
ودعت البلدية أهالي بشري إلى تغيير وجه العمالة، في استخدام اليد العاملة المحلية في كافة القطاعات من زراعية وصناعية وسياحية، كما وعدم تأجير أي شخص غريب من دون التأكّد من أوراقه الثبوتية.
وقال مختار بشري زياد طوق، الذي كان حاضراً خلال وصول القاضية نصار الى مكان الجريمة لـ”الجمهورية”: “لنترك الموضوع للتحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة. وجوزيف طوق يملك أرضاً زراعية، ووقع خلاف بينه وبين الشاب السوري، ولكن الأمر غير المنطقي هو امتلاك السوري للسلاح”.
وطالب المختار بضبط السلاح المتفلت، لافتاً إلى أنّه “ستكون هناك لقاءات على مستوى بشري للبحث في الموضوع واتخاذ التدابير اللازمة”. وأضاف: “كما وأنّ عدداً كبيراً من النازحين السوريين خرجوا بالأمس من بشري، وستكون هناك آلية لتنظيم عمل السوريين منعاً لتفلت الأمور”.