كتبت نوال نصر في صحيفة نداء الوطن:
ليس السؤال في بشري اليوم: من قتل يوسف عارف طوق، بل من أين أتى القاتل السوري محمد الخليل بمسدسه التركي الذي استخدمه أداة قتل؟ فلماذا يحوز عامل “بالفعالة” مسدساً ثمنه يناهز العشرة ملايين ليرة لبنانية؟ ولعلّ الحزن الذي سيطر على المدينة وازاه قلق شديد من “كلمة سر” ما، قد تكون صدرت من مكان ما، من أجل التحضير لسيناريو إرهابي خبيث كان يراد الإعداد له في المدينة، وأفشاه تسرّع العامل السوري في استخدام سلاح حصل عليه ولم ينتبه الى عواقبه. فالسوري الذي قتل ضحيته تحت عين الشمس، عاد وسلّم نفسه كونه يعرف أنه لن يستطيع لا الهروب ولا التملص من جريمته في مدينة يملك شبابها وكهولها كثيراً من العنفوان.
جريمة بشري شرّعت الباب على مصراعيه حول احتمالات وسيناريوات ما قد يكون يُحضّر في الخفاء إسوة بما حصل في كفتون أو في وادي خالد. وأدت الى “فوران دماء” الشباب غير أن الحكماء تدخلوا في الوقت المناسب لمنع أي تصرف يؤذي اللاجئين والعمال السوريين في المدينة، وعددهم يناهر 994، خصوصاً وأنها تفتح قلبها قبل بيوتها لكل لاجئ ومحتاج. مع التأكيد أن الفيديوات التي وزعت عن حرق هؤلاء الشباب خيم السوريين وبيوتهم مفبركة وتدخل في إطار السيناريو الذي أعدّ للمدينة.
اليوم يشارك أهالي بشري في تشييع الضحية يوسف عارف طوق في ظل حزن شديد وقلق من الآتي في بلد راكد على بارود.