كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:
يبدو أن العالم دخل عصر حرب عالمية جديدة، هي حرب النِّسَب المئوية لفاعلية اللّقاحات المضادّة لفيروس “كوفيد – 19”. فالى جانب غرابة الإحتفاظ بالإعلان عن الإنجازات الأميركية في عالم اللّقاحات، الى ما بعد الإنتخابات الرئاسية، نجد أن العالم دخل منذ ما بعد 3 تشرين الثاني أيضاً، حرب النِّسَب المئوية لفاعلية مختلف أنواع اللّقاحات حول العالم، الأميركية وغيرها.
وأعلنت شركتا “فايزر” الأميركية و”بيونتك” الألمانية عن أن لقاحهما المشترك فعّال بنسبة 95 في المئة. فيما أعلنت شركة “مودرنا” الأميركية عن أن فاعلية لقاحها تبلغ 94.5 في المئة.
كما أكدت شركة “أسترازينيكا” – أكسفورد” أن نسبة فاعلية لقاحها تصل الى 70 في المئة، ويمكنها أن تبلغ 90 في المئة أيضاً. بينما أشارت روسيا الى أن لقاحها “سبوتنيك” فعّال بنسبة 95 في المئة.
وتفيد آخر المعطيات الطبية العالمية بوجود نحو 48 لقاحاً في مرحلة التجارب السريرية على البشر، في دول مختلفة، 11 منها فقط وصلت الى المرحلة الأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات، في وقت تشكّك دوائر طبية عالمية بكلّ ما يُنشَر من إيجابيات عن اللّقاحات، داعية الى الإلتزام بالوقاية الى أن يظهر العلاج.
وأوضح رئيس فرع الشرق الأوسط لـ “الكلية الأميركية للصيدلة السريرية”، والصيدلاني الإختصاصي في الأمراض الوبائية، الدكتور روني زعنّي أن “اللّقاحات تُعتبَر من الإيجابيات في عالم الطب في العادة، كعامل مُساعِد على عدم انتقال الأمراض المُعدِيَة. وهذا أمر ظهرت فاعليته، سواء في لقاحات الأطفال، أو على المستوى العام”.
وشرح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “القلق العلمي من جراء الإيجابيات التي يتمّ ضخّها عن لقاحات “كوفيد – 19″، تتعلّق بأسئلة تطرح نفسها، حول سرعة التوصُّل الى وضعها، فيما لا أحد يُمكنه أن يؤكّد حتى الساعة نسبة فاعلية كلّ لقاح من اللّقاحات التي يُحكى عنها، والى أي مدى، والعوارض الجانبية لكلّ منها، في وقت أن دراسات عدّة تؤكّد خطورة بعضها”.
حقل تجارب؟
وكشف زعنّي أنه “في العادة، لا تُصدَّر آخر الإختراعات والإنتاجات الطبية العالمية، من أدوية وغيرها، الى لبنان، في المراتب الأولى بين الدّول. وبالتالي، صحيح أن نسبة الإصابات بالفيروس في لبنان مرتفعة حالياً، ولكن هل هي صدفة أن يصلنا لقاح “كوفيد – 19″ في 10 شباط القادم؟ أو هل اننا سنكون حقل تجارب له؟”.
وأضاف:”نتحدّث هنا عن لقاح “فايزر” الذي سيصل الى لبنان في 10 شباط القادم، فيما الأميركيون أنفسهم لن يُلَقَّحوا به قبل أيار القادم. وحتى إن أوروبا لن تعتمده باكراً، فهل هذه صدفة؟ أم اننا سنكون حقل تجارب مرحلة مراقبة العوارض الجانبية لهذا اللّقاح، بعد منح الشركة المُنتِجَة له الرّخصة لتسويقه؟ لا بدّ من الإنتباه الى ذلك”.
علاجات
وأكد زعنّي أن “التوصُّل الى علاجات لـ “كوفيد – 19” سيستغرق وقتاً. فلا علاج فعلياً في الوقت الحالي إلا الـ “ريمديسيفير” الذي تقول “منظمة الصحة العالمية” في الوقت الحالي، إنه غير فعّال، فيما “منظمة الأمراض المُعدِيَة الأميركية” تقول إنها توافق على اعتماده إذا كان لا بدّ من اتّخاذ خيار في هذا الإطار. ولكن لا يُمكن الحديث فعلياً إلا عن “الكورتيزون”، وعلاجات العوارض، في هذا المجال، في الوقت الرّاهن”.
وقال:”العالم في ظلّ أزمة وبائية حالياً، وأقرب الحلول هي العمل على لقاح، إذ يومّن حماية للمجتمع، تجعل نسبة المخاطر أقلّ. ولكن هل ان اللقاح آمن؟ هذه أسئلة لا تزال تُطرَح، وتدفع الى القلق”.
وختم:”لا بدّ من التنبُّه أيضاً الى أن العمل في هذا المجال يرتبط بـ Business، وبتعويض التكاليف المالية للأبحاث، ليس على مستوى الشركات، بل على صعيد الدّول”.