كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
استرعت الانتباه أمس رسالة وجهها البطريرك بشارة الراعي إلى الرئيس المكلف سعد الحريري يستصرخه فيها كسر حلقة المراوحة العقيمة والإقدام على تقديم تشكيلته الكاملة إلى عون لأنّ “الحكومة لا تُشكّل بالتقسيط”… فهل تلقى صرخة الراعي من باحة القصر الجمهوري صداها في “بيت الوسط” وتدفع الحريري إلى خرق “جدار الصمت”؟
سؤال تؤكد أوساط مواكبة لعملية التأليف أنّ الجواب عليه يملكه الرئيس المكلف نفسه ولا بد من أن تتضح معالمه في القابل من الأيام، خصوصاً وأنّ توّجه الراعي “بالمباشر” للحريري وتضمين كلمته عبارات توحي بتحميله المسؤولية الأولى عن إطالة أمد التكليف والتأليف، مسألة من شأنها أن تحث الرئيس المكلف على إعادة النظر في “استراتيجية الصمت والاعتكاف” التي يتبعها في مقاربة العراقيل التي تعترض تشكيلته، باعتبارها بدأت ترتد عليه سلباً، لاسيما مع تعاظم وطأة “البروبغندا” الإعلامية والسياسية التي تطارده وتحمّله وزر التعطيل تحت عناوين تتهمه تارةً بإجهاض فرصة الإنقاذ الفرنسية وطوراً بالانصياع لقرار أميركي يمنع ولادة الحكومة.
لكن وإذا كانت ضراوة هذه الحملة لم تُخرج الحريري عن اعتصامه بحبل التكليف حتى الآن بانتظار أن يحين وقت التأليف بعيداً عن الانزلاق في سجالات سياسية وإعلامية “تزيد الطين بلة”، فإنّ الأوساط رأت في موقف الراعي “منعطفاً مفصلياً باتجاه تغيير قواعد لعبة التأليف من شأنه أن يحث الرئيس المكلف على إعادة حساباته ليعيد معها تصويب بوصلة المسؤولية عن عرقلة ولادة حكومة “إنقاذية استثنائية غير حزبية وغير سياسية” كما وصفها البطريرك الماروني، مذكرةً بكون “ما يعيق التأليف فعلاً هو تصدي رئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لولادة تشكيلة بهذه المواصفات تحديداً”.