كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
لم يعد لبنان حاضراً في المشهدَين العربي والدولي، إلا من باب المساعدات الإنسانية والعقوبات الأميركية.
وفي وقت يرزح شعبه تحت تداعيات أسوأ محنة اقتصادية، تسعى الطبقة السياسية لحماية نفوذها، ولم يعد من سبيل لتأجيل الانهيار سوى انتظار مؤتمر الدعم الإنساني الذي تنوي فرنسا عقده في كانون الأول.
وفي السياق، تمنّى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في رسالة وجهها إلى الرئيس ميشال عون، لمناسبة الاستقلال «دعوة كل القوى السياسية بقوّة، لأن تضع جانباً مصالحها الفئوية من أجل تحقيق مصلحة لبنان العليا».
وللمرة الثانية، خرجت السفيرة الأميركية في لبنان ملوحة بسيف العقوبات على مسؤولين لبنانيين، إما بتهم الفساد وإما بتهم التعامل مع «حزب الله» «الإرهابي». كلام شيا انطوى على تأكيد الموقف الأميركي الحازم حيال منع «حزب الله» من المشاركة في الحكومة عبر حزبيين أو تحت ستار التكنوقراط. وهو موقف أبلغته السفيرة شيا للرئيس سعد الحريري أخيراً.
وكشفت أن «هناك ملفات عن شخصيات لبنانية في واشنطن، يتم درسها تحت راية العقوبات المتعلقة بالفساد أو بالإرهاب». وحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن السفيرة الأميركية تكرر أمام الشخصيات التي تلتقيها أن السياسية الأميركية تجاه لبنان، ومنها مسار العقوبات، ثابتة ولن تتغيّر، ولا داعي للرهانات الخطأ على تغيير هذه السياسية بعد مجيء جو بايدن. وبناء على هذه المعطيات، وضع ملف تأليف الحكومة في «الثلاجة، وقرر الحريري وضع ورقة التكليف في جيبه إلى حينٍ، بناء على نصيحة فرنسية بالتريث؛ لأن الاميركيين لن يتهاونوا في موضوع العقوبات والحكومة وحزب الله، وأن الخيارات ليست في مصلحته».